كيف تكون لاعباً صلباً فى زمن السياسات الخبيثة المشبوهة التي تبني على المصالح أولاً؟في مستهل الإجابة؛ دعنا نلقي نظرة سريعة على ما قالته صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية عن السعودية: «المملكة قوة إقليمية عظمى أثبتت جدارتها بهذا اللقب من خلال بناء التحالف الذي نفذ عملية عاصفة الحزم في اليمن»، مضيفة أن «تداعيات الأزمة اليمنية على الأمن القومي السعودي، ومنطقة الخليج بأكملها، تداعيات بالغة الأثر، وأن احتمال سيطرة ميليشيا مدعومة من إيران على اليمن بموقعه الاستراتيجي في جنوب الجزيرة العربية كان خطاً أحمر بالنسبة للمملكة». ولأننى من المهتمين بمتابعة التغيرات السياسية التى بدأت تبرز فى علاقات وتحالفات دول مجلس التعاون على المستوى الإقليمي والدولي، وأهمها علاقاتها مع «الحليف» الولايات المتحدة، وأولى ملامح هذا التغير أن دول الخليج باتت تتعامل ضمن منطق (الند للند) وأنه أكبر من الوصاية والاستئذان، فلم تعد تنتظر القرار الأميركي، ولم تعد ترتهن في قرارتها بـ (طلب الإذن) من البيت الأبيض، فالواقع الخليجي اليوم اختلف عما كان عليه قبل «عاصف الحزم» وأصبح أكثر قوة وقدرة وجرأة، والواقع أن هذا التغير الطارئ والجديد سيكون له تأثيرات مختلفة على العالم بما فيهم واشنطن، وهو أكبر من أن يحتويه اجتماع في «كامب ديفيد».واعتقد أن «قمة اليوم الواحد» والمقررة في 13 من الشهر الجاري، ولأنها فارغة شكلياً وغير مضمونة النتائج، ولن تقدم الضمانات الأمنية الكافية لدول المجلس، فلن تكون ناجحاً البتة، والسبب ببساطة؛ لأن باب «كامب ديفيد» مخلَّع لوجود فجوة من الثقة بين قادة دول مجلس التعاون وإدارة الرئيس أوباما، بدت واضحة عبر ملامح الغرور والانفصال عن الحقيقة عند الرئيس أوباما من خلال توقيت وطريقة الدعوة التي جاءت كمحاولة تبرير «فارغ» لتجنب «لحظة الانكشاف» التي صارت معروفة لدى قادة وشعوب الخليج، وربما سيتأكد ما نقوله في حال صدقت الأنباء الخليجية المتداولة مؤخراً، والتي تتحدث عن عزم بعض قادة الخليج عدم الذهاب لقمة كامب ديفيد، وفي اعتقادي أن الرسالة ستكون واضحة وبشكل جلي ولا تحتاج لتفسير.هل تسأل يا عزيزى لماذا تركيزي في الكتابة انصب في الفترة الأخيرة على «عاصفة الحزم»؟لأنها أعادت الهيبة المفقودة والكرامة المهدورة والتوازن القوي في المنطقة، وأربكت تحالف الصفويين، وعرت الكثير، وفرقت لنا بين الرث والثمين، وبينت لنا من يطعن في خاصرة الأمة ويحقق أهداف المشروع الصفوي الفارسي، هي يا عزيزي وبمنتهي البساطة تعني لي «إعادة الأمل».نعم، لقد سقطت رهانات ووجوه كثيرة منذ بدء عاصفة الحزم، وستسقط المزيد منها في ظل تشكل واقع سياسي جديد في المنطقة، وبروز جيل جديد من قادة المستقبل يقود تحالفاً الأول من نوعه في العالم، ويخوض حربا ويحقق انتصارا بثقة متناهية، وأقصد بذلك الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، وهما رأسا الحربة في المعادلة السياسية الجديدة التي ستحدث دوياً، ليس في المنطقة فحسب بل وفي العالم، وهي سياسة مغايرة تماماً للسياسة الخليجية السابقة أو المتبعة، والتي كانت تفضل التروي والانتظار أمام التمادي الإيراني الذي تجاوز كل الحدود حتى اقترب من تهديد الأمن القومي، هذه السياسة والتي كادت تسلم رقبتنا وشرايينا في لحظة لولي الفقيه.هذا جوهر المرحلة القادمة للخارطة السياسية في المنطقة، والمطلوب من الجميع التعامل والقبول به وفق مصلحة وأهواء وما يريد سيد المنطقة الجديد، سلمان بن عبدالعزيز، تماماً كما فعل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وليس وفق ما تريده إيران وتفرضه واشنطن. يبقى سؤال طائش من الأسئلة التى أصبحت تتكرر مؤخراً وبكثرة، يفاجئني به قارئ كريم كلما التقاني بالصدفة، ظناً منه أني الجنرال شوارزكوف: «إلى أين ستأخذنا عاصفة الحزم؟».الإجابة المنطقية جاءت في البيان الختامي للقمة التشاورية لزعماء وقادة الخليج التي عقدت الثلاثاء الماضي، والإعلان عن مؤتمر للمعارضة السورية يقام في الرياض لرسم ملامح مرحلة ما بعد الأسد، والتأكيد على حل سياسي في سوريا بما يحقق رغبات الشعب.وهو ما يعني يا عزيزي، بعد اليمن «على الشام رايحين لدعس الصفويين».
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90