من الأعماق شكراً لكم صاحب الجلالة على توجيهكم السامي بشأن إعداد كادر خاص بالإعلاميين في الجهات الحكومية يتناسب ودورهم الحيوي الذي يقومون به في إبراز إنجازات الحكومة، وهذا التوجيه السامي حقيقة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن جلالة الملك هو الداعم الأول للإعلام، فقد ازدهرت الصحافة في عهده منذ توليه مقاليد الحكم من خلال المشروع الإصلاحي الذي كان للإعلام فيه مساحة من التعبير دون حواجز.
فقد كان للتوجيهات السامية لجلالة الملك حفظه الله والتي جاءت في كلمة جلالته بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الأثر الكبير في نفوس كل العاملين في مجال الإعلام والعلاقات العامة والاتصال في مختلف الجهات الحكومية، وهذا سيؤدي حتماً للعمل بمزيد من الجد والاجتهاد في سبيل الارتقاء بالعمل الإعلامي الحكومي في إطار برنامج عمل الحكومة، فتلك التوجيهات هي دعم كامل للإعلاميين حتى يؤدوا رسالتهم وواجباتهم المهنية في إثراء مسيرة الوطن الإعلامية.
ما يدعونا للإشادة هو التحرك السريع من قبل الجهات المختصة ممثلة بهيئة شؤون الإعلام وديوان الخدمة المدنية، والذي يصب في العمل على تنفيذ التوجيهات الملكية السامية لإصدار الكادر الإعلامي بما يتناسب ودور قطاع الإعلام المحوري في المملكة، وهذا الدور الذي يقوم به إعلاميون محترفون ذوو خبرة واختصاص -كالمهندسين والأطباء تماماً- ملمون بمهنتهم، فالإعلام مهنة في الأساس وليس وظيفة كغيرها من الوظائف، فلا يمكن لأي شخص غير مؤهل ومدرب أن يضطلع بمهام الإعلامي.
إن إصدار الكادر الذي سيكون اللبنة الأولى سيعود بالفائدة على مستوى الإعلام البحريني، ولن يكون ذلك إلا من خلال سواعد أبناء الوطن المؤهلة، فالإعلام اليوم وسيلة فعالة في نهضة الأمم والشعوب، بل أصبح سلاحاً للدفاع عن البلدين، فهو اليوم شئنا أم أبينا جزء من السياسة، وهذا ما جاء في خطاب جلالة الملك الذي عزز التقدير الكبير لدى القيادة بدور الإعلام في التنمية المستدامة، فقد كانت التوجيهات الملكية بادرة طيبة ستنقل الإعلاميين البحرينيين ليضاهوا أقرانهم في المنطقة فهم لا يقلون عنهم بشيء، وما وصل إليه الإعلام البحريني من سمعة طيبة شاهد على ذلك من حيث المستوى المهني للإعلاميين البحرينيين الذين أصبحوا كوادر مطلوبة في دول مجلس التعاون سواءً في العمل الحكومي أو الإعلامي والصحافي، وهذا يعتبر فخراً ووساماً يعلق على صدر كل إعلامي بحريني.
ومع هذه التوجيهات فإن إقرار قانون عصري للصحافة كما أراده جلالة الملك بات ملحاً من خلال السلطة التشريعية، حيث لايزال يراوح هذا القانون منذ سنوات في الأدراج، فالوقت مؤات لأن يصبح القانون واقعاً يتم من خلاله حفظ حقوق الصحافيين أثناء ممارستهم المهنة في ظل الحرية التي منحها لهم جلالة الملك والذي أكد بأنه «لا سجن لأي صحافي»، وهذا يدل على مدى التقدير الذي يكنه جلالته للصحافة ورجالاتها، فكل خطابات جلالته تؤكد دائماً على صون حقوق الصحافيين ومنحهم المزيد من الحريات لتكون الصحافة هي السلطة الرابعة التي تحاسب وتنتقد انتقاداً بناء من أجل مصلحة الوطن والمواطن، فالكلمة أمانة في رقبة الصحافي حين يكتبها بهدف الإصلاح ولا شيء سواه. 
- همسة..
بالتوجيهات الملكية السامية من لدن صاحب الجلالة بإنشاء كادر للإعلاميين أصبح الحلم حقيقة والذي طالما حلم به كل الإعلاميين، خصوصاً في هيئة شؤون الإعلام حتى يمارسوا دورهم الوطني في ظل هذا الكادر الذي حتماً سيرتقي بالبحرين عالياً.