سنقول لكم من هو صاحب خطاب الكراهية؛ الكراهية السوداء التي دفعت بالميليشيات للغدر برجال الأمن وبالوطن، خطاب أسال الدماء وحرق الأرض وكادت البحرين أن تختطف، ذلك الخطاب الذي يمجد حكام إيران ويحرض على الدولة حكاماً وشعباً، وهذا شيء من كثير، ومنه بعض النصوص التي قالها كبيرهم صاحب فتوى «اسحقوهم»، ففي خطاب له عام 2012 قال: «العلاقة بين الشعب والسلطة الظالمة والمستأثرة والمستبدة، والشعب هنا مؤمن بأن تكليفه المواصلة في الحراك لتقويم الوضع وتصحيح الأوضاع وأنها مما يقربه إلى الله، وأن هذه الرؤية الدينية تجعله أكثر عناداً»، فهل هناك لغة طائفية وحقد أكبر مما حمله هذا الخطاب؟
وما أكثرها من خطب وما أفسدها من خطابات مليئة بالحقد، وخطاب آخر يمثل عمق هذا الحقد الطائفي يحرض فيه ذات الشخص بقوله «إنها عار على الوطن، تخلف موغل في الماضي، لغة من لغة الغاب، سوءة سياسية مخجلة شاذة من مهازل الأنظمة غير العادلة، كارثة خلقية، فضيحة للنظام، عصبية عمياء، جريمة كبرى، حين تتخذ إجراءات في حق مواطنين شرفاء لأنهم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر». هل تعرفون ماذا يعني بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ إنه سفك الدماء التي تقربهم إلى الله، حيث أعلنها صراحة دون مقدمات حين أفتى بـ»اسحقوهم».
أما عندما يكون هناك خطاب يوقر الدولة ويدافع عن رموزها ويقول كلمة الحق التي توجعهم، فيسمونه خطاباً طائفياً، لأن مشاعر الولاء والمحبة للدولة والنظام والأمة تفيض من عباراته وتتجسد في خطاباته، وهذا شيء يكرهونه لأنه يحرق خطابهم، عندما يعرف المجتمع الدولي بأن شعب البحرين يقف مع حكامه ضد الميليشيات الانقلابية، لذلك يسعون اليوم لدفع الدولة إلى تكميم أفواه المواطنين، كي يبقى صوتهم مسموعاً في الداخل والخارج.
إن هذه الشرذمة الموالية لإيران كشفت حقيقتها، حيث لم يقتصر وقوفها مع إيران بالخطاب؛ بل وقفت معها جنباً إلى جنب في جميع حروبها ضد الدول العربية والخليجية. فها هم يصفقون للنظام السوري وهو يقتل شعبه، وللنظام العراقي وهو يبيد أهل الموصل والأنبار والفلوجة، وللحوثي الذي يقتل الشعب اليمني ويحتل العاصمة. فها هو المدعو علي سلمان يغرد على «تويتر» ويمتدح الحوثيين «خطاب عبدالملك الحوثي اليوم يكشف عن شخصية سياسية مسؤولة، فقد تضمن خطابه رسائل إيجابية للداخل والخارج من المناسب البناء عليها».
إن إسكات صوت الشعب البحريني وكتمه محاولة لحصر الخطاب في الانقلابيين، حيث لا يسمع ولا يقرأ المجتمع الدولي إلا خطابهم، وهم يحاولون في ذلك منذ 4 سنوات، وفي جميع مراحل الحوار مع الدولة كان أول مطالبهم إسكات صوت الشعب لأنه يفسد خططهم، خاصة عندما يكون خطابهم يكلل بأنهم يتحدثون باسم كل أبناء الوطن، وأن المعارضة لا تقتصر على طائفة واحدة.
وها هو المدعو علي سلمان أيضاً في يوليو 2006 يقود مسيرة رفعت أعلام حزب الله ويهتف فيها «لبيك يا مقاومة» أي يا حزب الله، وها هو أيضاً يعلن في ذات المسيرة موجهاً خطاباً إلى نصر الله «سيدي أحبك، أحبك أحبك، لدماثة خلقك.. ولأنك من نسل علي والحسين وفاطمة، لأنك عنوان للشرف في مقابل الانحطاط، رمز للصمود، حكام العرب مطأطأة رؤوسها وأنت رأسك مرفوع، لأنك تجسيد للإسلام.. بالروح بالدم نفديك يا نصر الله». فأي خطاب طائفي وتحريضي هذا على الحكام والأمة؟! فإن كان الصوت الذي يدافع عن الحكام والأمة هو خطاب طائفي تحريضي، فكيف بالخطاب الذي ينصف الدولة ويدافع عن رموزها؟ هذا الخطاب الموجع الذي يفسد خططهم كما أفشل انقلابهم عندما وصل صوت أهل الفاتح إلى العالم وهو يعلن ولاءه لحكامه، هذا الصوت لن يكتم لأنه صوت الأغلبية، وسينتهي خطاب التحريض الطائفي الموالي لإيران بعد أن يحاكم كبيرهم على الدماء التي سفكت بعد فتوى «اسحقوهم».
- للتذكير..
جميع الخطابات التحريضية والطائفية والمقابلات تثبت من هم أصحاب الخطاب الطائفي المحرض على الدولة، كما تثبت دعوتهم للمجتمع الدولي بالتدخل العسكري في البحرين، كما لاتزال نسخ صحفهم وخطاباتهم مدونة تثبت أكاذبيهم وافتراءاتهم وطائفيتهم، مقابل صوت الشرفاء الذي وإن لم يخرج على القنوات الأجنبية إلا أنه موجع لأنه من أقوى الحواجز التي تحول دون نجاح مخططهم القادم، فصوت الحق من سنة الدنيا هو الأقوى، وهو الذي يرهب العدو.