أن تنطلق من مؤسسة حكومية شعارات لموسم أو مناسبة ليست وطنية ولا عالمية فهذا أمر يثير التساؤل والعجب، وذلك حين تشارك مؤسسات الدولة في مناسبات دون غيرها، خصوصاً عندما تكون خدمات البلدية المميزة لمناسبة واحدة فقط لا يشترك فيها شعب البحرين جميعاً.
فقد أطلقت بلدية المنامة حملة تحت شعار "عاشوراء أنظف"، والسؤال؛ لماذا فقط تكون المنامة نظيفة في عاشوراء؟ ولماذا تم تخصيص اللونين الأسود والأحمر كشعار؛ والذي قد ينتشر على الشوارع الرئيسة والحيوية في المنامة؟ مما يعطي انطباعاً أن الاهتمام بالنظافة محصور في مناسبة.
ثم لماذا تزبد البلدية عدد عمال النظافة بنسبة تصل إلى 50%؟ بل وزيادة على ذلك أعدت خطة للطوارئ في حال سقوط الأمطار، إذ حسب ما ذكر تم جلب 8 صهاريج لسحب المياه وتسهيل سير مواكب العزاء، أليس هذا ما يدعو للتساؤل حين تختص بلدية المنامة بتنظيف المنامة بهذه العناية والاهتمام دون باقي شهور السنة؟ ثم ما هي قصة صهاريج سحب مياه الأمطار؛ هل نحن في فصل الشتاء؟ أم أن هناك تنبؤات جوية باحتمال سقوط أمطار كي تتحمل البلدية مصاريف تأجير هذه الصهاريج؟ ثم أين هذه الصهاريج عن المنامة وقت سقوط الأمطار بغزارة في موسم الشتاء؟ وأين صهاريج شفط التراب المتراكم على شوارع المنامة أوقات العواصف الرملية التي استمرت أسابيع دون أن تتحرك البلدية لإزاحتها؟ حيث كان عليها في نفس اليوم أن تخصص سيارات تؤمن سلامة المرور لما تسببه هذه الأتربة من حوادث انزلاق لسيارات.
وكما ذكر التقرير أيضاً أن البلدية وضعت على عاتقها أن تقدم شيئاً مختلفاً عن الأعوام السابقة من خلال الدعم والمشاركة في الكثير من الفعاليات المصاحبة للموسم، فهل لها أن تعطينا نبذة عن هذه المشاركة غير المسبوقة في الفعاليات المصاحبة للموسم؛ وما أسبابها؟ وهل سيكون لشهر رمضان اهتمام منها، خاصة وأنه على الأبواب؟ هل ستعلق لنا الفوانيس وتنير الشوارع والممرات وتقدم الفرش لمشروع إفطار الصائمين؟ وهل ستمنع حركة المرور عند المساجد أثناء تأدية صلاة التراويح وتحجز الساحات لاستقبال المصلين؟ وهل ستخصص الصهاريج؛ فربما تتساقط الأمطار فتتبلل الساحات وتمتلئ بالمياه؟ أم أن رمضان كالعادة يمر كما كل عام وليس هناك مشاركة "غير مسبوقة"؟
لماذا لا تكون الخدمات عامة وشاملة طوال السنة، مما يوفر العناء على مديري البلديات الذين نراهم هذا العام يتسابقون لتقديم الخدمات، ولا ندري ما سر هذا التسابق والإبداع، والذي وصل لحد تأجير 8 صهاريج في عز الحر لاحتمالية سقوط أمطار؟
ثم لماذا لا تكون مؤسسات الدولة الخدمية، وبالذات البلدية، مهتمة بنظافة مناطق البحرين عامة؟ ألا يرى المسؤولون تدني مستوى النظافة حتى في الشوارع الحيوية؟ ألا يرى المسؤولون تكدس القمامة في المناطق السكنية؟ ألا يرون عدم فعالية شركات تنظيف ورداءة حاويات القمامة؟ ألم يكن من الأولى أن تراجع البلدية الخدمات التي تقدمها للمواطنين، حيث تضاعف الرسوم على المستأجرين والوافدين في ظل تراجع الخدمات التي تقدمها؟ ثم لماذا لا تقوم البلدية بتوفير صهاريج سحب مياه الأمطار والمستنقعات الناتجة عن فيضان "البواليع" على سبيل المثال في الرفاع!!