لفتت نظري وانتباهي وأعجبتني تغريدتان للزميل الإعلامي القدير خالد جاسم النصف وهو غني عن التعريف في مملكة البحرين ودول الخليج العربية فهو لاعب فريق الرفاع الشرقي والمنتخب الوطني سابقاً ومحلل رياضي معروف على المستوى المحلي والخليجي والعربي ومحلل رياضي كذلك على نفس النطاقات التي عرف فيه كلاعب ومحلل.
كتب خالد جاسم في تغريدته الأولى باللهجة العامية والدارجة «تموت على حب الظهور الإعلامي؟؟ تلصق ونافق وراح توصل حتى لو أنت خرطي» وأصاب فيها النصف الكثيرين في مقتل أدماهم فيه فكثيرون هم من يحبون الظهور الإعلامي لا لإفادة المشاهد والمتتبع لهم وللبرامج التي يظهرون فيها بل لمجرد أن يتفاخروا بأنهم كانوا ضيوفاً في هذه القناة أو تلك وحتى إن لم يكن كلامهم موزوناً وصحياً وتحليلاتهم التي من المفترض أن تكون فنية دائماً ما تأخذ أساليب المشجعين ولا ترتقي لأن تصل لمستوى البرامج التلفزيونية والتحليلية.
بينما كتب في تغريدته الثانية حكمة أخرى ذكر فيها قصة الغراب الذي أراد تقليد مشية الطاووس فقال «حينما أراد الغراب أن يقلد الطاووس في مشيته، لم يستطع فكانت النتيجة أن أضاع الغراب مشيته.. يعني في الأخير راح تبقى غراب» وكأن لسان حال التغريدة يعبر عن بعض الموجودين حالياً في الساحة الإعلامية ممن يحسبون أنفسهم على الإعلام تارة وعلى التحليل الفني تارة أخرى وعلى غيرها من المجالات في كل مرة وجاءت التغريدة هذه بصرخة على قدر الألم الذي يعيشه هؤلاء الذين أقل ما يقال عنهم بأنهم دخلاء على كل شيء بعد أن حاولوا أن يكونوا شيئاً مثل فلان أو علان لكنهم لم يصلوا إليه ولم يعرفوا أن يعودوا لما كانوا عليه فلم يعرفوا تقليد مشية غيرهم ولم يستطيعوا تذكر مشيتهم الأساس فوقعوا في دوامة المجهول.
ليعلم البعض بأن الظهور الإعلامي وبالأخص التلفزيوني يحتاج لكريزما خاصة لا يمكن أن يتصنعها صاحبها فهذه الكريزما هي من تجعل حضوره مقبولاً وشخصيته محل تقدير واحترام للجميع إضافة لهذه الكاريزما فإن الظهور الإعلامي يحتاج لكم هائل ومخزون مفتوح من المعلومات الثقافية والرياضية إن كنا نتكلم في مجال الظهور الإعلامي الرياضي وليس كما يعتقده البعض بأن ظهورهم بأساليب المشجعين هو «المطلوب في السوق» وأن الإثارة على حساب الاحترام سيوصلهم للنجومية!!!
كثيرون من أبناء البحرين من ظهروا في شاشات التلفزة عبر البرامج الرياضية والتحليلية في المجال الرياضي لكن من بقي منهم اليوم؟؟
لم يبق منهم سوى من يعد على أصابع اليد الواحدة وقد تزيد قليلاً والأسباب واحدة هي كاريزما الظهور الإعلامي التي كانوا يفتقدونها وحاولوا تصنعها إما بتقليدهم للبعض وأكد انعدام شخصيتهم أو لضحالة معلوماتهم وافتقادهم لخاصية الضيف التلفزيوني باتباع أسلوب التشجيع بدلاً من المنطق والتحليل السليم.
لم يبق لنا اليوم سوى القدير فؤاد بوشقر الذي انتقل لأبوظبي الرياضية وعبدالله بونوفل الذي غير مفهوم الفوضى والإثارة المصطنعة في قناة الدوري والكاس ورياض الذوادي المثير في الملعب حتى وصل لأبوظبي الرياضية وأخيراً كاتب التغريدتين خالد جاسم الرزين والذكي وصاحب الأسلوب الراقي منذ كان لاعباً حتى أصبح كاتباً ومحللاً فنياً، ولا ننسى محللينا في اللعبات الأخرى خصوصاً الجنرال نبيل طه وعلي العنزور في كرة اليد الذين دائماً ما يشرفون البحرين في أي محفل.
ونصيحتي لمن لا يمتلك هذه الكاريزما بأن لا يقلد غيره ويحاول تصنعها لأنه في النهاية سيظل كما هو لن يتغير ولن يتقدم خطوة للأمام بل سيكون في منطقة اللاتوازن بأنه لم يصل لأن يكون غيره ولم يستطع أن يعود لما كان عليه.