لتنظر إيران إلى حجمها الذي بدا واضحاً، حين غير الطيار الإيراني وجهة طائراته بعدما كان يحاول الهبوط في مطار صنعاء
بعد طول انتظار وأمنيات أن نرى إيران وقد رضخت للإرادة الدولية والتزمت بحسن الجوار، ها نحن نرى ذلك قد تحققت على يد خادم الحرمين الشريفين، هذه الأماني التي أصبحت واقعاً مراً تتجرعه إيران رغم أنفها، وذلك عندما رفع الملك سلمان راية عودة الأمة.
إنها إيران التي يتشدق كبيرها بعد أن ملأت قلبه الحسرة وفقعت مرارته وهو يرى مليارات إيران التي دفعتها على تسليح الحوثيين تحترق بنيران «عاصفة الحزم»، نعم فقد بدأ اليوم كبيرهم الهلوسة بعد ما أوجعته ضربات «عاصفة الحزم»، وهو مكبل لا يستطيع تحريك سفينة ولا أن يطلق حتى منطاد لرد اعتبار إيران، التي طالما توعدت بأن تحتل السعودية والبحرين والكويت، ومن بعض هلوسته قوله إن «السعودية ستتلقى الضربة فيما يحدث في اليمن، ويمرغ أنفها في التراب»، ولكن حصل العكس وهو أن ايران تلقت الضربة فوق رأسها حتى تمرغ أنفها وغاص في التراب، وها هي عاصفة الحزم تدخل شهرها الثاني دون أن نرى من إيران أي ردة فعل، حتى كما قلنا بتطيير منطاد أو إطلاق طائرات ورقية أو إلكترونية توجه بالريموت مثل تلك الطائرات التي تباع في محلات لعب الأطفال.
إنه خامنئي الذي فقد توازنه وذاكرته بعد صدمة «عاصفة الحزم»، ولم يجد تعليق أمامه إلا أن قال «شبان قليلو الخبرة هم من يتولون زمام الأمور في البلاد»، ونقول له إن هؤلاء الشباب ستتلقى إيران على يدهم درساً لن تستيقظ منه إلا يوم القيامة، وبالطبع هؤلاء الشباب قليلو الخبرة بالنسبة إليك، وذلك لأنهم لم يتخرجوا من تحت عباءة الملالي التي تفتي بذبح الأطفال، إنهم قليلو الخبرة في استخدام «الدريل» الذي يستخدمه سليماني لثقب صدور سنة العراق، إنهم قليلو الخبرة في المكر والخديعة، قليلو الخبرة لأن جدهم الملك عبدالعزيز آل سعود لم يعلمهم التقية، كما علمكم كبيركم الخميني، إلا أنهم يملكوا ما لا تملكوه ولن تملكوه أبداً وهو التضحية بأرواحهم في سبيل الأمة، إنهم يملكون شجاعة خالد بن الوليد التي لم تتذوقوا طعمها، ويملكون عبقرية عمر بن الخطاب، وحكمة أبي بكر الصديق وكرم عثمان، وجرأة علي بن أبي طالب وفداء الحسن والحسين، هذه خبرتهم وصفاتهم والتي أهلتهم ليكونوا على رأس هذه الأمة.
إن غضب خامنئي مثل غضب «هرمز» عندما بعث إليه خالد بن الوليد رسالته الخالدة «أما بعد.. أسلم تسلم، أو اعتقد لنفسك وقومك الذمة وأقرر بالجزية وإلا فلا تلومن إلا نفسك فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة»، وما إن وصلت هذه الرسالة إلى «هرمز» حتى استشاط غضباً، واستاء كيف لهذا العربي الذي كان قومه يظهرون لهم الطاعة أن يجرؤ على إرسال رسالة تحمل التهديد والوعيد.
إنها نفس الرسالة اليوم التي حملتها «عاصفة الحزم» إلى قادة إيران، حيث عليهم عدم الاستماع إلى شياطينهم بأن يحاولوا العبث بأمن السعودية، وإلا سيلاقوا ما لا يتوقعوه، لأن القوم الذي وصفهم خالد بن الوليد في رسالته «قوم يحبون الموت»، هم أنفسهم القوم الذين هبوا لتحرير اليمن، وقد يأتوا يوماً إلى تحرير إيران، ولكن المسألة مسألة وقت وضبط نفس، وربما لا تضبط معهم النفس طويلاً هذه المرة، خاصة بعد أن بدأت الأمور لا تحلو لهم، وذلك بعد أن سولت إيران لنفسها بأنها من الممكن أن تتطاول على السعودية، أو تعبث بأمنها سواء من الداخل أو على الحدود، وها هي «ثأر نجران» رسالة تامة الوضوح لخامنئي وعليه أن يقرأها بتأني، كي لا يعرض دولته للخطر، خاصة أن ليس الأنظمة الخليجية فقط بل شعوبها معها تطالب بالثأر من إيران للجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب العراقي والسوري، كما لا نريد أن نخفي على خامنئي بأن كم تمنينا أن قوات التحالف العربية بدأت بإيران بدل حوثيي اليمن.
فلتنظر إيران إلى حجمها الذي بدا واضحاً، حين غير الطيار الإيراني وجهة طائراته بعدما كان يحاول الهبوط في مطار صنعاء، إلا أن قوات التحالف فاجأته بما لا يتوقعه عندما قامت بضرب مدرج المطار، وها هي اليوم سفنها هي الأخرى تحوم في البحر لا تستطيع أن تلاحم شاطئ من شواطئ اليمن، هذه حقيقة قوة إيران التي كشفتها «عاصفة الحزم»، حيث لا تزيد قوة هذه العاصفة عن تدريب عسكري صغير تقوم به قوات التحالف، لأن سماء اليمن لا تكفي القوة الضاربة للسعودية وحلفائها، والتي نتمنى أن يكون لها تمرين عسكري أكبر في سماء إيران في القريب العاجل.
اليوم الأخبار السعيدة بدأت تتوارد، فمن انتصار على إيران في اليمن، إلى نصر في كامب ديفيد، حيث الرسالة بأن السعودية وحلفاءها ليسوا بحاجة إلى أخذ موافقة ورأي أي دولة كانت، لأن السعودية وحلفاءها أصبحت تنظر إلى المجتمع الدولي بأنه مجتمع أخطأ حساباته حين استهان بقوة هذه الأمة.