واضح تماماً بأن عاصفة الحزم العربية الخليجية التي دعكت معاقل الحوثيين و«فركشت» حلم النظام الإيراني بإقامة ولاية فارسية جنوب شبه الجزيرة العربية، ويضاف إليها ما آلت إليه قمة «كامب ديفيد» وتعهدات أمريكا بدعم دول الخليج والتصدي لأية محاولات لنظام إيران للزعزعة والاستهداف، واضح بأنها أصابت قادة إيران وعلى رأسهم مرشدهم علي خامنائي بارتجاج في المخ.
وتسبب هذا الارتجاج بوضع عملاء إيران في الدول الخليجية ومن بينهم طابورها الخامس في البحرين في زاوية ضيقة مجدداً، ونقول «مجدداً» لأن عناصر الانقلاب على النظام في البحرين دأبت على النفي المستميت بأنها موالية لإيران وأنها تتلقى الدعم بمختلف أنواعه منها.
لكن كالعادة يخرج خامنائي ومعه المسؤولون الإيرانيون ليفضحوهم ويعروهم ويكشفوهم، فهو في خطابه الأخير أكد ارتباطه بهذه الطوابير الخامسة، أعلن بشكل صريح بأن إيران واقفة معهم وتدعمهم، وطبعاً اتركوا عنكم إشارته لفلسطين، إذ الأرض المحتلة باتت في لسان الإيرانيين كما العلكة، كلما أرادوا استهداف الخليج نصبوا أنفسهم عرابي الدفاع عن فلسطين، بينما الحقيقة هو أشد وألعن على العرب والخليج من وطأة الإسرائيليين أنفسهم، وإلا لوجه مرشدهم قواته وعناصر حزب الله الإرهابي لمحاربة إسرائيل بدلاً من توجيه الرصاص للسوريين الأبرياء ولأهل السنة في الأحواز ولما حاولوا إمداده لعناصرهم في البحرين واليمن.
هرطقة سياسية حينما يقول مرشد المخطط الصفوي الفارسي ضد الخليج، بأن إيران تقف مع الشعوب المظلومة، هرطقة صريحة، إذ حري به أولاً أن يقف مع شعب إيران المظلوم، مع المعارضة الشيعية هناك التي ينكل بها أشد تنكيل، أن يقف مع أهل السنة هناك الذين دمهم وكل شيء يملكونه مستباح. إيران بحسب الإحصائيات الدولية أكثر دولة نفذت حكم الإعدام، والنسبة الأكبر من المعدمين هم من أهل السنة، وكل من يعارض هذا النظام العمقي. هلوسة إيرانية بطلها مرشدهم الذي يستعبد الناس ويسلب إرادتهم باستخدام الدين، وأبطالها بقية الجوقة الإيرانية من مسؤولين يناقضون بتصريحاتهم تصريحات مرشدهم، فهو حين يقول بأن إيران تتوعد من يهددها ويلمح لاستخدام السلاح، تتكلم المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بلهجة ملؤها التوسل والرجاء، حينما تقول بأن إيران مستعدة للحوار مع جيرانها دول الخليج وأنها تطالب بالحوار دائماً، وأن نظام بلادها لا يشكل خطراً على الخليج.
نسقوا مواقفكم، ورتبوا تصريحاتكم، وبعدها تعالوا لتتكلموا بكلام مليء بالتقية، أو مشحون بالهلوسة التي هي نتاج خوف وتوجس واضح من وحدة بلدان الخليج العربي ومما حصل في اليمن من تدمير لطابور خامس إيراني باسم الحوثيين، ومن تقويض لحلم إقامة فرع إيراني في جنوب الخليج بعدما فشلت محاولة شبيهة هنا في البحرين بتحويل بلادنا لولاية إيرانية.
في شأن البحرين والخليج لا مساومة ولا مهادنة ولا تلون في الكلام ولا تجميل له ولا دبلوماسية نقبلها، إيران جارة سوء، دولة عدوة بمطامعها ونواياها السيئة، وبدعمها الواضح لمن يريد الإضرار ببلادنا، وعليه من يدين لها ويواليها لن نقبل بأن يجلس لدينا ويروج لنظام خامنائي، لن نقبل ببكائه وتوسله بألا نصفه بالخائن والعميل وكاره البلد. إن كنت «تموت» على إيران، فاذهب لخامنائي وارتمي في أحضانه، لكن أن تبقى في البحرين وتوالي أعداءها، فلن يسكت عنك المخلصون ولن يتغاضى عنك من وقف ضدك حينما أردت سرقة البلد.
العملاء معروفون، واليوم أعلنها خامنائي بأنه يدعمهم، ولتكتشفوهم فقط راقبوا قناة العالم الإيرانية الحاقدة على البحرين ودول الخليج، وارصدوا كل من يظهر فيها من أهل دوار الانقلاب، هؤلاء هم من لديهم إيران أهم من البحرين ومن العروبة والخليج، لا وفقهم الله ولا أقام لهم قائمة، ونحن ضد لهم مهما طال الزمن.