سادت منطقة الخليج أحداث متفاوتة ومختلفة النطاق وعلى مستويات عدة؛ منها حروب باردة وحروب على الساحة الدولية وموجات اقتصادية؛ ولكن لماذا لا نسأل أنفسنا من أين بدأت وكيف ستنتهي؟!
فواقع الإرهاب لم يأتِ عن طريق الصدفة، ولكنه جاء كمخطط لتنفيذ أجندة الدول العظمى، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وغيرها، خاصة بعد أحداث سبتمبر 2001، حيث أعلن جورج بوش الابن الحرب على الإرهاب، إذ بدأ الأمر بشكل دولي وحروب بين الدول وتداركت هذه الدول الخسائر الضخمة في تلك الحروب على اقتصادها فقررت أن تقوم ببناء مصنع ينتج الإرهاب ليوفر عليها مبالغ الحروب الضخمة، وأن يكون للدول العظمى أحقية محاربة المليشيات التي هي من صنعتها وتكون هي تصنع وتدير وتستثمر، وهذا ما أشار إليه الكاتب محمد أبو أوس بمقاله بعنوان «محاولة لتفسير ما يحصل.. عن الاستثمار في الإرهاب»، في الموقع الإلكتروني في إذاعة «صوت راية»، عندما قال «أعتقد، وأنا على يقين، أن ما يحدث الآن في سوريا والعراق بشكل رئيس وفي ليبيا وباقي الأقطار العربية والإفريقية وما جرى في أفغانستان ومحيطها الإقليمي هو مشروع استثماري أرباحه خيالية، ومن المؤسف أن جميع الجهات المعنية بمقاومة هذا المشروع، تركز فقط على الجوانب السياسية وعلى حيثيات ووقائع الصراع الميداني العسكري».
وبالتالي كل هذه العقول البشرية قد تدربت وتم توجيهها لتكون مؤثرة على عقول الشعوب لتحركها وتجعلها في الواجهة في أي خلاف مع الدولة وجعلها كبش فداء مقابل تحقيق رغبات خارجية وخلق فرص للهيمنة على ثروات الدول.
حيث يقوم هذا المصنع بتهيئة هذه الكوادر ليكونوا مؤثرين وذا عقول عالمة بكيفية التعامل مع الأحداث، حيث إن هذه المليشيات مدفوعة الأجر، وحسب التقارير التي تكشفها وكالات الأنباء والقنوات الفضائية؛ هي مدربة على أعلى مستوى وتضاهي بقوتها وتدريبها بعض جيوش المنطقة، في ذات السياق لا أتهم بلداً بعينه ولكن هذا المصنع الذي ينتج هذه النوعية من العقول يجب على دولنا تدميره من الأساس، فبقاء هذا المصنع واستيراد العقول من قبل دولنا بهدف برمجته لتحقيق تلك الأجندة مقابل مبالغ تدفعها الدول المصنعة للإرهاب كاستثمار لتحقق غايتها هو أمر في غاية الخطورة.
كل ما سبق هو تمهيد لما سيحدث للغد، فالإرهاب قد فتح مصانع بدول مجاورة لنا ومناطق عابرة للقارات ومستمرة في أن تفتح لها فروعاً محلية ما لم تتخذ تدابير قوية ذات منحى إعلامي تثقيفي تنويري، يجعل الأجيال الحالية والمستقبلية تستوعب ما يحدث من حوله، فإن الصمت على المعدات والمكينات التي تبرمج تلك العقول دون محاربتها بكل السبل سيجعل للدول العربية والخليجية عرضة للاختراق وزيادة وتيرة التهديدات الأمنية بشكل أكبر مما هي عليه، فاليوم يتم برمجة العقول بالمصانع، وغداً سيكون عمل هذه المصانع في المنازل!