السؤال المهم الذي يطرح نفسه راهناً؛ لماذا اختار تنظيم «داعش» هذا التوقيت لتفجير إرهابي استهدف مسجداً للشيعة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية؟ صحيح أن التنظيم كان قد هدد السعودية بسبب مشاركتها في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضده بعدما استولى على أجزاء من العراق وسوريا، ولكن مرت الآن حوالي ثمانية أشهر على أولى ضربات هذا التحالف.
السؤال الآخر؛ لماذا اختار التنظيم مسجداً للشيعة ليفجره أحد منتسبيه بحزام ناسف؟ وقد كان من الممكن أن يفجر أي مبنى آخر، أو حتى سفارة غربية أو أمريكية باعتبار أن لديه مواقف من هذه الدول؟
الإجابة على هذين السؤالين ربما تعطي مؤشرات حقيقية لما يدور تحت الطاولات وفي الغرف المغلقة.
التفجير الإرهابي الذي وقع في مسجد الإمام علي في محافظة القطيف خلال صلاة الجمعة الماضية، وأدى إلى وفاة 21 شخصاً على الأقل، يرى مراقبون أنه الأكثر دموية داخل الأراضي السعودية منذ أكثر من قرن.
القراءة السريعة للوضع تحتم النظر إلى الهجوم الصاروخي الذي شنته ميليشيات المتمردين الحوثيين على محافظتي نجران وجازان جنوب غرب المملكة في ذات توقيت تفجير مسجد القديح، ولا يدل ذلك إلا على الاستهداف الممنهج للمملكة العربية السعودية، خاصة بعد دورها الجديد الذي اختطته لنفسها في المنطقة كقوى إقليمية، والمتضررون من ذلك كثر، وأصحاب المصالح يغويهم عدم الاستقرار، وشركات الأسلحة يغريها الإرهاب، فيغذونه ويسمنونه، وما نحن بمتداركين للأمر، ولو إلى حين.
إن المستفيدين من ضرب أسفين بين السنة والشيعة في المملكة العربية السعودية، يحاولون تمرير أجندة طائفية، نكاية في التدخل السعودي لعودة الشرعية في اليمن، اعتقاداً منهم أن منطلق المملكة في ذلك طائفي، فيما ظلت تحركاتهم وتوجهاتهم هم ذات صبغة طائفية مدعومة إقليمياً.
لا أحد يستطيع أن يقبل هذه الدماء التي سالت في يوم جمعة وداخل مسجد، ما الفائدة التي يجنيها من قتل طفلاً أو شيخاً كبيراً داخل مسجد أو خارجه؟، وهل في ذلك علاقة بالإسلام؟، هل فات الذين يدعون الإسلام قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «دماؤكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا إلى يوم القيامة»؟
صحيح أن الإرهاب لا دين له.