قبل فترة تقدم عدد من النواب باقتراح يقتضي إلغاء علاوة بدل التمثيل على أعضاء مجلس الشورى والتي تبلغ 1200 دينار، علماً أن النواب أنفسهم يتقاضون نفس العلاوة وبنفس المقدار.
قبل التفصيل في الموضوع، من المهم متابعة تطور رواتب (عفواً مكافأة) البرلمانيين وعلاواتهم منذ بدء العمل البرلماني في 2002.
الملاحظة المضحكة المبكية هنا بأن رواتب النواب وعلاواتهم هي الوحيدة بين رواتب المواطنين التي طالتها زيادات مؤثرة وارتفعت بشكل مجز، وبالتالي مقولة "كل شيء ارتفع إلا راتب المواطن" تنطبق "فقط" على المواطن الذي لا يشغل وظيفة "برلماني".
وطبعاً السبب في تحقيق هذه القفزات والتطورات في وضع النواب ورواتبهم يعود للنواب أنفسهم، والذين اجتهدوا بشأنها ونجحوا حتى في إقرار تقاعد "الإلزامي" لهم، والذي بموجبه يتحصل النائب على 80% من راتبه عن 8 سنوات عمل، وهو ما لا يتحصله المواطن عن 25 سنة عمل.
عموماً لا نريد القسوة على النواب، فمنهم أناس يستحقون، ومنهم أناس "لا ينامون الليل" لأنهم يفكرون في الناس، رغم أن تفكيرهم في الناس لم يدفعهم للقتال من أجل الناس ليرفعوا لهم رواتبهم بنسبة بسيطة أو يحققوا لهم مزايا تشكرهم الناس عليها.
طيب، لنترك هذه المسألة ونركز على المقترح المذكور، إذ يبدو أن النواب قرروا استهداف الشوريين، ولربما كانت "خطة محنكة" للتوفير على ميزانية الدولة بوقف صرف 1200 دينار شهرياً على 40 عضواً لمدة أربعة أعوام، وعليكم الحسبة.
شخصياً أتفق مع النواب في المقترح، مع اعتذاري للشوريين، إذ المبرر مقبول و"مبلوع" بلهجتنا البحرينية، اذ لماذا "علاوة تمثيل" والعضو الشوري لا يمثل مجموعة ناخبين في دائرة انتخابية معينة؟! وهنا رجاء اتركوا عنا كلام الشعارات من مثل "نحن أيضا صوت المواطن" أو "نحن أيضا ممثلين عن الشعب"، إذ بعض النواب أنفسهم لا يطبقونها بحق من صوت لهم وانتخبهم، فما بالكم ببعض الشوريين الذي يتعامل "بعضهم" أكرر بعضهم مع الناس بأسلوب ماري أنطوانيت "كلوا بسكويت".
نعم يا نواب رجاء الغوا علاوة التمثيل على الشوريين لأنها لا تنطبق عليهم، لكن الرجاء الحار أن تطالبوا بإلغائها عن أنفسكم أيضا، وأن تبدأوا بأنفسكم، فكثير من الحراك النيابي في السابق وحتى الحالي "لم يمثل" المواطن في مطالباته وتطلعاته، كذلك تعامل بعض النواب مع ناخبيهم بأسلوب "صوت لي واركض وراي أربع سنوات" تثبت بأن تمثيل الناس بعيداً عن هذا "البعض"، وحتى في بعض توجهات الدولة وبعض القرارات التي يبصم عليها "بعض" النواب وكأنهم حكوميين أكثر من الحكومة تبين أن "التمثيل" غير موجود أساساً.
تمثيل الناس مسؤولية كبيرة، هي أمانة لا يجب أن يحملها إلا القادرون عليها والمخلصون بشأنها تجاه الناس، المتمثلون بهمهم والمتحدثون بصوتهم.
وطبعا هناك مسوغ آخر للإلغاء وهو تخفيف الضغط على ميزانية الدولة، أليس كذلك؟! الحكومة نفسها بدأت شد الحزام ووجهت لتقليل الصرف، فمتى تشدون حزامكم؟!
اسمحوا لي، هذا المقترح ليس الآن زمانه ولا مكانه، إلا إذا كان المطلب بإلغائه على الشوريين والنواب على حد سواء.
ملاحظة أخيرة: إن كان المقصود بعلاوة التمثيل هنا "التمثيل على الناس"، فأرجو أن تنسوا ما كتبناه هنا، والسموحة، فبعض منكم يستحقون "الأوسكار" في التمثيل.