«عندما يصرخ القاتل الله أكبر، ويصرخ القتيل أيضاً الله أكبر؛ فاعلم أن الإسلام هو الضحية». تغريدة للصحافي الكويتي فيصل القناعي لفتت انتباه الكثيرين ووفرت إجابة مهمة لحال صار يعاني منها الإسلام، وصل معها البعض إلى حد الجهر بالتساؤل عما إذا كان ما يقوم به بعض المسلمين سببه فهمهم الخاطئ للإسلام أم أنه نتيجة خلل وضعف في الدين؟ خصوصاً أن من يقومون بتفجير أنفسهم وقتل الأبرياء هم من المسلمين دون غيرهم من أتباع الديانات الأخرى، وخصوصاً أيضاً أن هؤلاء يبحثون عن التجمعات بغية إيقاع أكبر عدد من الضحايا، فلا يترددون عن تفجير أنفسهم في المساجد والكنائس والأسواق وفي كل مكان يقررون أن من يتواجد فيه في لحظة معينة أخذ كفايته من الدنيا وصار عليه أن يرحل.
مؤلم أن يقتل المسلم مسلمين أو غير مسلمين فقط لأنه يختلف معهم سياسياً أو فكرياً أو مذهبياً، أو أنهم يفسرون آية قرآنية أو حديثاً نبوياً شريفاً تفسيراً يختلف عن تفسيره أو فهمه لهما. مؤلم أن يعتقد هذا المسلم أنه بفعله هذا يضمن لنفسه تذكرة لدخول الجنة لأنه انتصر للدين وفعل فعلته دفاعاً عنه.
ليس مفهوماً أبداً كيف يمكن للإنسان المسلم أن يصل إلى مرحلة يؤمن فيها بأن ما يقوم به من فعل هو انتصار للدين رغم أن القرآن الكريم ينهى عن قتل النفس المحرمة إلا بالحق، وليس مفهوماً أبداً كيف يصل هذا الذي يربط الحزام الناسف حول نفسه إلى مرحلة لا يتردد فيها عن دخول مسجد يقف فيه المسلمون صفاً واحداً أمام الخالق عز وجل ليفجر نفسه وهو يصرخ «الله أكبر»؟
ضحية كل ذلك هو الإسلام الذي يتحدث القاتل باسمه، في الوقت الذي تؤكد تعاليمه أنه ينهى عن مثل هذه الممارسات التي تنفر الآخرين منه.
السؤال الأكبر والأخطر؛ هو من المستفيد من كل هذا؟ وهل يمكن لحكومة إسلامية أن تمول وتدرب وتؤهل هؤلاء ليفجروا أنفسهم فقط لخدمة مواقفها السياسية في فترة معينة؟ أما الجواب للأسف؛ نعم، فمن يفعل ذلك يفعله لأسباب سياسية بحتة.
البعض يتهم هذه الدولة العربية أو تلك بغية إلصاق التهمة بها، والفضائيات الإيرانية تركز هذه الأيام على السعودية وتسعى جهدها لنشر فكرة أنها وراء عملية التفجير في القديح، وأنه لولا أن من فجر نفسه حصل على تسهيلات ومساعدات منها لما تمكن من تنفيذ العملية. لكن فيديو قصير انتشر أخيراً يتحدث فيه ياسر الحبيب، صاحب فضائية فدك التي تبث من لندن، كشف معلومات خطيرة، فيه يقول إن أحد أركان التيار الصدري زاره في مكتبه بلندن ذات مرة وعلم منه في حضور اثنين من الفضائية أن إيران تدعم هذا التيار وتمده بالمال والسلاح، وأن المفارقة أنهم تمكنوا من ضبط شاب عربي ينتمي إلى القاعدة كان ينوي تفجير نفسه في مدينة الصدر، وأنهم علموا بعد ذلك أن من قام بتمويله وآخرين معه ومدهم بالسلاح هي إيران أيضاً، وأنه عندما زار ذلك المسؤول إيران وواجه الشخص الذي يقوم بدور الرابط بهذه المعلومات ابتسم ورد عليه بهدوء إن الأمن القومي الإيراني يقتضي ذلك حتى تغرق أمريكا في العراق وتنشغل عن إيران.
من يقف مع إيران سيقول على الفور إن الفيديو مفبرك أو أن الحبيب يكذب. والرد عليهم بسيط؛ وهو لنفرض أنه كذلك، فما الدليل على أن إيران لا تمارس هذه اللعبة، خصوصاً أنها منطقية من الناحية السياسية؟
طبعاً من ينكر صحة هذا الفيديو ينكره لأنه يخشى من اتهام إيران بأنها وراء تفجير القديح لشغل السعودية عن اليمن، رغم أن هذا منطقي أيضاً