إن احتفال مواطني ودول مجلس التعاون في الـ 25 من أيار (مايو) بمرور 34 عاماً على قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يعيد للذكرى تاريخاً حافلاً من العمل الجاد والتفاني والإخلاص، الذي بذله الآباء المؤسسون لهذا الكيان الوحدوي، حتى أصبح اليوم منظومة عربية إسلامية فاعلة ومؤثرة في محيطها الإقليمي، بل وفي العالم أجمع.
وقد جاء قيام مجلس التعاون لتحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دوله في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها، إذ أكد النظام الأساسي للمجلس على تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول مجلس التعاون، تأكيداً لما يربط بينهم من وشائج القربى والمحبة وروابط التاريخ المشترك والمصير الواحد.
ولطالما أكد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس - دائماً وأبداً - أن هذه المسيرة الخيرة ماضية بعون الله تعالى نحو أهدافها السامية، وبالقوة والثبات والإصرار نفسه؛ لتخطي العقبات والصعاب كافة، ومواجهة مختلف التحديات، متطلعة إلى المستقبل المنشود نحو مزيد من التقدم والرقي والازدهار. ولقد تمكن مجلس التعاون، بفضل من الله القدير وبعزيمة قادته الكرام وتوجيهاتهم السديدة والتفاف مواطنيه حول قادتهم من تحقيق الكثير من الأهداف والإنجازات المشهودة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والتنموية كافة، والتي كان لها الفضل في ترسيخ التواصل والترابط والتكامل بين شعوب ودول المجلس، وتعزيز مكانة مجلس التعاون بين المنظمات الإقليمية والدولية.
وتبرز إنجازات مجلس التعاون اليوم شاهدة على الرؤية الثاقبة والحكمة البالغة التي ميزت مسيرة التعاون الخليجي المشترك طوال الـ40 عاماً الماضية، ممثلة في المواطنة الاقتصادية والسوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي والاتحاد النقدي والربط الكهربائي، والكثير من المنظمات والمؤسسات الخليجية المكملة للتعاون الخليجي في مختلف المجالات والميادين، إضافة إلى منظومة شاملة من الأنظمة والقوانين الموحدة والاسترشادية من أجل خلق البيئة المستقرة المستدامة المحفزة على العطاء والإبداع.
إن هذه الذكرى المباركة لهي مناسبة غالية على قلب كل مواطن خليجي، فقد جسد مجلس التعاون بمسيرته الخيرة وإنجازاته العظيمة الهوية الخليجية المشتركة بين دوله الأعضاء، ونجح في مواجهة مختلف التحديات والأزمات، فحق لأبنائه أن يفخروا بإنجازاته ويعتزوا بمسيرته المباركة بإذن الله تعالى. والله ولي التوفيق.
- عن جريدة «الحياة»