منذ ستة أعوام والحكومة والمواطنون متفقون على ضرورة إعادة توزيع الدعم على المواد الغذائية والمحروقات وحصره على المواطنين، «خلاص» الناس اقتنعت وقبلت وفهمت ورضت، كل ما تنتظره من الحكومة هو تقديم آلية توزيع مقبولة سهلة سلسة متاحة للجميع، إنما منذ ستة أعوام وللمرة الثالثة على التوالي تفشل الحكومة في الوصول إلى آلية مقبولة لهذه السياسة الجديدة، للمرة الثالثة على التوالي تقدم على هذه الخطوة بذات الأسلوب الذي فشل للمرتين السابقتين، فتأتي الحكومة للمرة الثالثة وتصر على اتباع ذات الأسلوب الذي قاد للفشل للمرتين السابقتين! حتى بتنا نشك بأنها تعرف أنه الأسلوب الأمثل لإفشال التجربة وتصر عليه مع سبق الإصرار والترصد!!
هل فعلاً الحكومة جادة في رغبتها في إعادة توزيع الدعم؟ إن كانت جادة كيف لم تستفد من التجربتين الفاشلتين السابقتين؟ كيف تعيد ارتكاب ذات الأخطاء وتسير على ذات المنهج الذي فشل سابقاً، يا جماعة بدأت أشك بجديتها، بل بدأت أصل لقناعة أنها تريد لهذه الحملة أن تفشل.
أولاً في كل مرة لا تستعد الحكومة بحملة توعية وشرح وتهيئة، وفي كل مرة لا تستعد بمتحدثين، وفي كل مرة لا تستعد بآلية إعادة توزيع مقبولة يتم التوافق عليها، وفي كل مرة لا تعرف بماذا تبدأ، وفي كل مرة تظهر كمن يريد أن يخوض الماء فيضع رجله ليعرف إن كان بارداً أو مقبولاً، وفي كل مرة تصمت حين يزيد الجدل وتختفي من الرادار، وكالعادة في كل مرة تتراجع عن قرارها، ليس لأن أحداً رافض مبدأ إعادة الدعم، ما يغيظك أن المواطنين قابلون برفع الدعم، قابلون بزيادة سعر السلع عن الأجانب وإبقائه للمواطنين، إنما كل طلبهم أن يحفظ حقهم بكرامة وبسعر مقبول وبآلية توزيع لا تهينهم.
لماذا تصر الحكومة على محاولات جديدة لاختراع العجلة؟ هل نحن أول دولة ستخصص الدعم للمواطنين؟ هل نحن نقوم بتجربة فضائية جديدة لسبر أغوار الفضاء؟ البحرينيون على بعضهم كلهم لا يصلون 600 ألف مواطن، نحن سكان قرية صغيرة في أي دولة في العالم، بياناتنا ومعلوماتنا من المفروض أنها متوفرة بضغطة زر، البطاقات الذكية موجودة وجاهزة ولا حاجة لبطاقات تموينية أو غيرها، ألسنا الحكومة الذكية ونعتبر متقدمين في «الآي تي»؟ لم يصعب علينا توفير آلية حصر الدعم للمواطنين؟
في كل مرة نكتب عن فيلم «إعادة توزيع الدعم» الهندي، وفي كل مرة نتنبأ بالنتائج حتى أصبح الفيلم «بايخ» فعلاً لا نريد رؤيته للمرة الرابعة إن انتهى كالمرات السابقة هذه المرة أيضاً.
كل مرة يظهر النواب هم الأخ الطيب الذي كبر وأصبح ضابطاً ولن يسمح ولن يقبل ولن يمرر و«يهدد ويقول»، وكل مرة تظهر الحكومة هي الأخ الشرير الذي يكبر ويصبح «حرامياً» فيهين المواطن ويمسح بكرامته الأرض ويدوس عليها بلا إحساس ووو.. حتى نصل لنهاية الفيلم برضوخ الأخ الحرامي للأخ الضابط والمصالحة وتأجيل إعادة الدعم للميزانية القادمة.. غيروا السيناريو عن الملل على الأقل!!
{{ article.visit_count }}
هل فعلاً الحكومة جادة في رغبتها في إعادة توزيع الدعم؟ إن كانت جادة كيف لم تستفد من التجربتين الفاشلتين السابقتين؟ كيف تعيد ارتكاب ذات الأخطاء وتسير على ذات المنهج الذي فشل سابقاً، يا جماعة بدأت أشك بجديتها، بل بدأت أصل لقناعة أنها تريد لهذه الحملة أن تفشل.
أولاً في كل مرة لا تستعد الحكومة بحملة توعية وشرح وتهيئة، وفي كل مرة لا تستعد بمتحدثين، وفي كل مرة لا تستعد بآلية إعادة توزيع مقبولة يتم التوافق عليها، وفي كل مرة لا تعرف بماذا تبدأ، وفي كل مرة تظهر كمن يريد أن يخوض الماء فيضع رجله ليعرف إن كان بارداً أو مقبولاً، وفي كل مرة تصمت حين يزيد الجدل وتختفي من الرادار، وكالعادة في كل مرة تتراجع عن قرارها، ليس لأن أحداً رافض مبدأ إعادة الدعم، ما يغيظك أن المواطنين قابلون برفع الدعم، قابلون بزيادة سعر السلع عن الأجانب وإبقائه للمواطنين، إنما كل طلبهم أن يحفظ حقهم بكرامة وبسعر مقبول وبآلية توزيع لا تهينهم.
لماذا تصر الحكومة على محاولات جديدة لاختراع العجلة؟ هل نحن أول دولة ستخصص الدعم للمواطنين؟ هل نحن نقوم بتجربة فضائية جديدة لسبر أغوار الفضاء؟ البحرينيون على بعضهم كلهم لا يصلون 600 ألف مواطن، نحن سكان قرية صغيرة في أي دولة في العالم، بياناتنا ومعلوماتنا من المفروض أنها متوفرة بضغطة زر، البطاقات الذكية موجودة وجاهزة ولا حاجة لبطاقات تموينية أو غيرها، ألسنا الحكومة الذكية ونعتبر متقدمين في «الآي تي»؟ لم يصعب علينا توفير آلية حصر الدعم للمواطنين؟
في كل مرة نكتب عن فيلم «إعادة توزيع الدعم» الهندي، وفي كل مرة نتنبأ بالنتائج حتى أصبح الفيلم «بايخ» فعلاً لا نريد رؤيته للمرة الرابعة إن انتهى كالمرات السابقة هذه المرة أيضاً.
كل مرة يظهر النواب هم الأخ الطيب الذي كبر وأصبح ضابطاً ولن يسمح ولن يقبل ولن يمرر و«يهدد ويقول»، وكل مرة تظهر الحكومة هي الأخ الشرير الذي يكبر ويصبح «حرامياً» فيهين المواطن ويمسح بكرامته الأرض ويدوس عليها بلا إحساس ووو.. حتى نصل لنهاية الفيلم برضوخ الأخ الحرامي للأخ الضابط والمصالحة وتأجيل إعادة الدعم للميزانية القادمة.. غيروا السيناريو عن الملل على الأقل!!