لا ينتقد إنجازات ديوان الخدمة المدنية وكفاءة موظفيها إلا أولئك الذين لا يتمنون للبحرين الخير، أولئك الذين يسعون لبث الإشاعات الخبيثة عن رجال الدولة المخلصين الشرفاء الذين يؤدون واجبهم الوطني على أتم وجه، نعم هناك من يكره أن تسير الأمور في مؤسسات الدولة حسب القانون والنظام، في الوقت الذي لا نسمع إشاعتهم عن المؤسسات التي ذكرت مخالفاتها وفسادها في «تقرير الرقابة المالية» وهدرهم لمئات الملايين وضياعها في مشاريع وهمية وغير مرئية.
لا يتطرق هؤلاء الحاقدون إلى عملية التوظيف في بابكو أو طيران الخليج أو هيئة سوق العمل، أو حتى وزارة العمل، ولم ينتقدوا تمكين وبعثرتها وتضييعها لأموال الشعب، لم ينتقدوا التوظيف في وزارة الصحة أو وزارة التجارة أو البلديات والمواصلات، فقط هم ينالون من مسؤولي المؤسسات الناجحة مثل ديوان الخدمة المدنية ومعها وزارة التربية والتعليم.. وهذا نقيسه من خلال الإعلام الانقلابي عندما يبدأ بحملته على مؤسساتهم، فيبدؤون بالإشاعة.
ومن هذا المنبر نشيد بمن يستحق الإشادة من الرجال الثقات، ومنهم رئيس ديوان الخدمة المدنية الشيخ أحمد الزايد، الذي قاد هذه المؤسسة الحيوية إلى أن رست على بر الأمان، وذلك بعد أن قام بتطبيق القوانين والأنظمة دون أن يأخذ بشفاعة ولا وساطة، هذه المؤسسة هي صمام الأمان وهي الضامن لتكافئ الفرص للجميع، كما إنها تقطع يد من يحاولون استغلال مناصبهم لتعبئة مؤسساتهم بكوادر غير مؤهلة أو أقارب أو أحباب وأصدقاء، أو حتى تمرير توظيف لسعادة النائب أو ذاك المسؤول رفيع المستوى، كل هذه المحسوبيات تصدى لها ديوان الخدمة من خلال تطبيقه لقوانين التوظيف دون استثناء، وها نحن نرى اليوم أن بعض المسؤولين في المؤسسات الحكومية مازالوا يحاولون القفز على سلطة هذه المؤسسة، وذلك حين يحاولون القيام بفرض توظيف عاطلين مسجلين على قوائم وزارة العمل دون غيرهم، كما يصر بعضهم على توظيفهم في وزاراتهم، وهذا بالطبع لن ينجح، لأن الديوان يعمل وفق أنظمة وقوانين، حتى الديوان ذاته لا يستطيع تجاوزها، ثم لا يمكن أن يسمح الديوان بأن يشاركه أحد في سلطته ومهامه، مثلما لا يسمح وزير أي وزارة للديوان أن يتدخل في مشاريعها أو يغير في استراتيجياتها.
هذه الأشكال من البشر لا تهاجم ولا تتصدى إلا للمسؤول الناجح أو المسؤول الفاشل الذي يسير عمله بالمحسوبية والواسطة، فهذا النوع بالنسبة لهم محبوب ومرغوب، خاصة إذا كان هذا المسؤول يقدم مصلحته الشخصية على حساب مصلحة الوطن، واليوم الأجندة الانقلابية نفسها تعود إما من خلال بعض الشخصيات في مواقع المسؤولية، والذين يسعون إلى إفشال الدولة من خلال النيل من رجالها المخلصين، وهذه الإشاعات التي تقودها جهات معروفة مصالحها مع بعض المنافقين تحاول أن تخضع مسؤولي الدولة لتنفيذ مخططاتهم، حيث نلاحظ أن هذه الإشاعات تزامنت مع مطالب أثيرت في مجلس النواب.
إنهم المشيعون للفتنة أصحاب النفوس المريضة، كارهون أوطانهم، ويتآمرون عليها بالدسيسة والخديعة، أولئك الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا أخبركم بشراركم؟ المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت»، إنهم الذين تتقطع قلوبهم حين يروا الدولة قوية متماسكة تعتمد على الثقات من رجالها المخلصين.
وبالتأكيد لا تضيع الأوطان والديار إلا عندما يأمن الخائن ويخون الأمين ويوكل الأمر إلى غير أهله، هم يريدون هذا الأمر ليحدث الآن في مؤسسات الدولة كي تنهار، ونتمنى ألا تصل هذه الأمور إلى هذا المنحدر الخطير الذي تحدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو «ثم تأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، قيل يا رسول الله وما الرويبضة قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة».
البحرين بخير وستظل بخير تحت قيادتها الراشدة التي تعتمد على الرجال الثقات في تدبير أمور رعيتها، وحفظ الله البحرين من كل عابث وفاسد، وكفاها شر الحاقدين المفسدين في الأرض.