في الفترة الأخيرة كثرت تصريحات وزارة الداخلية المعلنة عن «تمكنها من القبض على عناصر إرهابية مطلوبين أمنياً وضبط مواد وأدوات تستخدم في تنفيذ أعمال إرهابية»، آخرها كان تصريح مدير عام الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية، الذي جاء فيه أن شرطة المباحث الجنائية تمكنت من القبض على أحد العناصر الإرهابية المطلوب أمنياً وضبطت بمستودع في قرية كرانة كمية كبيرة من الأدوات والمواد التي تستخدم في تنفيذ الأعمال الإرهابية.
جاء في التصريح أيضاً أن المواد المضبوطة تشمل هواتف نقالة موصولة بأسلاك ومواد يشتبه بأنها تدخل في تصنيع القنابل والمتفجرات وعدداً من قنابل «مولوتوف» جاهزة للاستخدام وأخرى في طور التجهيز، وكميات من الإطارات والألواح الخشبية، فضلاً عن مواد تستخدم في أعمال الشغب والتخريب.
قبل كرانة تم ضبط متورطين ومواد تستخدم في العمليات الإرهابية في جنوسان وسترة وبابار وغيرها، وتم ضبط محكومين كانوا يحاولون الهروب عبر جسر الملك فهد وآخرين كانوا يحاولون تهريب مواد تستخدم في صنع المتفجرات إلى السعودية، وكذلك القبض على هاربين من أحكام قضائية سقطوا في كمائن نصبت لهم، وهذا يعني أموراً؛ الأول أن الأجهزة المختصة بوزارة الداخلية كثفت من جهودها لحفظ الأمن والنظام وحماية السلامة العامة وزادت من أعمال البحث والمراقبة والرصد، والثاني أن الداخلية تمكنت من تضييق الخناق على العابثين بأمن الوطن فصاروا يعيشون حالة ارتباك نتيجتها المنطقية سهولة وقوعهم في شباك الأجهزة المعنية بالأمن، والثالث هو أن أعداد المواطنين الذين وصلوا إلى قناعة بأهمية التعاون مع وزارة الداخلية لتضييق الخناق على الإرهابيين الذين يهددون حياتهم واستقرارهم في ازدياد وهذا يعني أن المواطنين وكذلك المقيمين ضجوا من هذه الأفعال وتبين لهم أن الحل الأمثل هو الإبلاغ عنهم وتوصيل كل معلومة مهما كانت صغيرة أو تبدو عادية يمكن أن تفضي إلى القبض عليهم، والرابع أن الخطة التي اعتمدتها الداخلية بدأت تعطي نتائج إيجابية، يضاف إلى كل هذا احتمال حصول انشقاقات بين المخربين تؤدي بطبيعة الحال إلى كشف أوراق بعضهم البعض، عدا وصول الجمعيات السياسية وخصوصاً الوفاق والحركات التي تعلن على الملأ أنها اتخذت العنف سبيلاً مثل ائتلاف شباب فبراير إلى مفترق طرق بعد أن وصل كل طرف منهما إلى قناعة مفادها أن الآخر لا يمكن أن يعينه على ما يريد الوصول إليه.
مقابل كل هذه النتائج الطيبة التي يراها الناس بأعينهم يسعى البعض خصوصاً أولئك الذين اختاروا العيش في الخارج، إلى التقليل من شأنها وإشاعة أن بعضها بل كلها غير حقيقي ويعتمد على المبالغات وأنها مجرد ادعاءات واتهامات المراد منها القول إن الداخلية تحقق نجاحات وأن مآل كل هذا الحراك هو الفشل.
بالتأكيد من حقهم أن يقولوا ما يشاؤون، ومن حق العالم أن يصدقهم أو يكذبهم، لكن الوقائع على الأرض تثبت أن ما يقولونه غير صحيح وأن وزارة الداخلية تحقق بالفعل تقدماً مهماً وأنها تبلي بلاء حسناً أفضى ويفضي إلى القبض على مطلوبين وكشف مخازن تلك الأدوات التي تستخدم في عمليات التخريب وتعطيل الحياة.
الداخلية تثبت نجاحها بالأرقام والإحصاءات التي توفرها باستمرار حيث يحرص معالي وزير الداخلية على اطلاع مجلسي النواب والشورى والصحافيين والإعلاميين على تلك الإحصاءات لتصل إلى الناس، تحليل تلك الإحصاءات يوصل إلى نتيجة مهمة هي أن الداخلية تحقق بالفعل تقدماً وانتصارات مهمة تبشر بقرب انتهاء عمليات التخريب وانتهاء الأزمة، بينما لا يعتمد أولئك إلا على الكلام غير المسنود بحقائق وأرقام ووقائع على الأرض، عدا أنهم يعتبرون كل ما يصدر عن الداخلية والحكومة غير صحيح وبعيد عن الواقع. هذا الواقع الذي يبشر بكشف الأجهزة الأمنية عن بؤر إرهابية جديدة.