فضائح الفساد الأخيرة التي عصفت ببيت «الفيفا» أكبر الاتحادات الرياضية الدولية، ما هي إلا امتداد لفضائح الفساد التي سبقتها في منظمات رياضية كبرى كان من بينها اللجنة الأولمبية الدولية وكلها بسبب الطمع والجشع المادي الذي دفع أصحاب النفوس الضعيفة والضمائر المريضة لأولئك الذين منحتهم الجمعيات العمومية ثقتها لإدارة هذه المنظمات والارتقاء بمخرجات العمل فيها من أجل مستقبل الأجيال القادمة فإذا بهم يستغلون نفوذهم في نهب هذه المنظمات بطرقهم الملتوية التي أراد الله أن يكشفها ويكشف أصحابها الذين أساؤوا لأنفسهم قبل أن يسيئوا للرياضة ويشوهوا قيمها ومبادئها!
الرياضة -كما عرفناها وتعلمناها- هي قيم ومبادئ قائمة على الأمانة والصدق على عكس ما يحدث في هذا الزمان الذي استطاعت فيه المادة أن تقلب كل الموازين وتحول الرياضة إلى مستنقع يتسابق إلى الخوض فيه أصحاب المصالح والطموح المادية حتى أننا أصبحنا نجد أغلب الذين يديرون المنظمات الرياضية ليسوا من مواليد الرياضة ولكنهم من الذين يلهثون وراء إغراءات الرياضة المادية الأمر الذي أدى إلى انتشار الفساد في الجسد الرياضي كانتشار السرطان في الجسد البشري والعياذ بالله!
رشاوى.. سرقات واختلاسات تحولت إلى عناوين عريضة في مختلف وسائل الإعلام طغت على عناوين البطولات والألقاب والإنجازات الرياضية وجعلتنا نترحم على تلك القيم والمبادئ التي تعلمناها منذ الصغر!
ليس هذا فحسب بل إن هذه الفضائح من شأنها أن تؤدي إلى عزوف الشرفاء من المنتسبين إلى الأسرة الرياضية عن الانخراط في العمل الرياضي الإداري حفاظاً على قيمهم ومبادئهم وتجنباً للوقوع في هذا المستنقع القذر!
نأمل أن تكون فضائح «الفيفا» -التي أجبرت «الإمبراطور» السويسري «جوزيف سيب بلاتر» على التخلي عن عرش الرئاسة- منطلقاً لوضع حد للفساد الرياضي واستعادة قيم ومبادئ الرياضة التي شوهتها أيادي أولئك النفر الشواذ، ونحن على يقين من أن هناك الكثيرين من الشرفاء الذين مازالوا قادرين على إعادة الأمور إلى نصابها.
كما نأمل أن تكون تلك الفضائح درساً لكل من تسول له نفسه العبث من جديد بمبادئ وقيم الرياضة وأهدافها السامية وتحية تقدير وإجلال لكل الذين أسهموا في كشف تلك الفضائح وتعرية أصحابها وإزالة الأقنعة التي كانوا يخدعوننا من ورائها!!