أحدث مفارقات الوهم لدى جمهورية ولي الفقيه؛ الثقة المفرطة من قدرته على إنقاذ بشار الأسد، والذي بدأ يقترب من شفير الهاوية، ظهر جلياً هذا الأمر عبر قرار روسيا سحب نحو 100 خبير روسي من سوريا بعد الانتصارات التي حققتها المعارضة على الأرض في الأسابيع الأخيرة، واقتناع فلاديمير بوتين أنه من غير الممكن أن يراهن على حصان بات من المؤكد أنه أصبح خاسراً إلى الأبد.. وقريباً سترون نهاية الأسد..
لكن يبدو أن جمهورية ولاية الفقيه غير مقتنعة بهذه الحقيقة، لذلك وفي محاولة للإبقاء على نظام ديكتاتوري فاشٍ، دموي ومتوحش، أرسلت 7000 مرتزق إيراني وعراقي إلى سوريا بهدف حماية العاصمة، دمشق، النظام السوري أقر رسمياً بذلك، فنقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر مقرب من نظام الأسد قوله إن الهدف هو الوصول إلى نشر 10 آلاف مرتزق إيراني وعراقي لدعم جيش الأسد والميليشيات الموالية له، وسيتولى هؤلاء المرتزقة أيضاً استرجاع جسر الشغور في إدلب!!
عشم إبليس في الجنة..
صحيفة السفير اللبنانية كشفت رقماً مغايراً تماماً لهذا الرقم ويعادل ضعف هذا العدد، فقالت: «إن أكثر من 20 ألف مقاتل إيراني وعراقي ولبناني (حزب الله) وصلوا إلى منطقة بالقرب من إدلب، وذلك على إثر الهزيمة التي مني بها الأسد في الأسابيع الماضية في جسر الشغور وإدلب وأريحا وخروج قواته من دون قتال من معسكرات محصنة، مثل المسطومة».
وتمضى الصحيفة اللبنانية في سرد تفاصيل خبر مرتزقة ولي الفقيه، حيث كشفت عن وصول «الفزاعة» قاسم سليماني قائد فيلق القدس إلى سوريا برفقة وحدات شاركت في الحشد الشعبي الشيعي لاستعادة مدينة الرمادي العراقية من تنظيم «داعش».
هنا أريد الإشارة إلى أن موقع «أويس»، المتخصص في نشر أخبار الحرس الثوري الإيراني، أعلن الأسبوع الماضي عن مقتل أول ضابط بالحرس الثوري الإيراني بمعارك القلمون في سوريا، ويدعى عقيل بختياري، كما ذكرت مواقع لبنانية محسوبة على حزب الله أن 40 عنصراً من الحزب قتلوا في سوريا خلال الشهر الماضي، سقط معظمهم في معارك القلمون وإدلب.
هذان الحدثان يؤكدان النهاية المحتومة للمرتزقة..
وبعد، فقد ضاقت المساحة عن نقل قائمة جرائم ولي الفقيه والفظاعات الثابتة التى ترتكبها مرتزقته وميليشياته في طور حربه الطائفية التي يخوض رحاها في العراق واليمن وسوريا، تحت شعار «لبيك ياحسين»، ولا أتصور أن أياً من المهوسين بحب إيران يمكن أن ينكر أن مجرد رفع شعار «لبيك ياحسين» بحد ذاته هو إعلان عن هوية حرب طائفية تقودها عمائم إيران، وهم يهدفون من وراء ذلك لإحياء دولتهم المفقودة «الإمبراطورية الفارسية»، حيث تتسيد القومية الفارسية القومية العربية، وهذا ما يدلل على حرص ولي الفقيه بالتركيز على تصدير الثورة واللعب بالورقة المذهبية.
إذاً؛ هذه هي حربهم المقدسة، كما يصفها الإعلام الإيراني، ويوظف فيها كل الأسلحة القذرة والشرسة، ولا داعي أن اذكرك عزيزي القارئ الكريم أنه في الحرب الطائفية كل عربي سني - في المقام الأول - مستهدف ودمه مستباح، تحديداً كما يحدث مع أهل السنة في العراق، وهذا ما تحكيه الأخبار والفيديوهات التي انتشرت الأسبوع الماضي وكشفت جرائم وممارسات مبرمجة ومدروسة لها دوافع طائفية ترتكب على يد الحشد الشعبي الشيعي «ماعش» ضد أهل السنة في الرمادي والأنبار وفي ديالى وصلاح الدين.
إيران بالفعل، هى النموذج للدولة المارقة..
في النهاية أريد أن أسأل محترفي «الفبركة»؛ من كان يستنكر دخول بضع مئات من قوات درع الجزيرة إلى البحرين في مارس 2011 إبان الأزمة لحماية منشآت ومواقع استراتيجية؛ ها هي إيران تدخل بالآلاف من مرتزقتها وأسلحتها وجنرالاتها ولواءاتها إلى سوريا؛ فماذا ستقولون؟
سؤال قد لا أجد أنا وأنت عزيزي القارئ الكريم من يجيبنا عليه لأن «اللي اختشوا ماتوا»!!