في البداية أحب أن أثني على جهود وزارة الداخلية، وأحيي جنودنا البواسل في كل مكان وفي كل موقع على أرض الوطن -الله يحفظهم دائماً- على الأمن والأمان الذي تحيطنا به وزارة الداخلية من أجل الحفاظ على استقرار البلاد وحماية المجتمع من الإرهاب ودخول الأفكار المتطرفة لمجتمعنا الوسطي والآمن. فالبحرين كما دول الخليج العربية مستهدفة من الداخل والخارج، وأعداء الإسلام باتوا يتفننون بالتستر وراء الإرهاب، تارة باسم الجهاد وتارة باسم نصرة الحسين. فشتان بين التوجيه الديني الصحيح البعيد عن التشدد والتعصب والتطرف وبين التوجيه الديني المحرض على الطائفية والفتنة والترهيب، والتي تستهدف هلاك الأمة.
التطرف والعنف والإرهاب هي عمليات منظمة ومخططة لتغيير الأفكار والمعتقدات الدينية والسياسية والاجتماعية، ومحاولة لتغيير وإبادة شعوب وأمم من خلال إعادة تشكيل معتقدات أو محوها، تمهيداً لاعتناق معتقدات وقيم وإفكار مكتسبة وممنهجة لأجندات تهدف لتمزيق الأمة العربية والأمة الإسلامية. فالعمليات الإرهابية التي تستهدف الشرق الأوسط عمليات مقصودة تبدأ بمرحلة الغسيل المتعمد للعقول والقلوب، حتى يتحول المستهدف إلى كائن آخر ومسخ يتعامل مع من حوله بهمجية وأسلوب شيطاني.
ولاشك بأن التحول من كائن بشري إلى إرهابي دموي مجرد من الأحاسيس والعاطفة يجعل المجتمع يتوجس من تصرفاتهم وسلوكياتهم اللامسؤولة، ونخشى -بعدها- صعوبة التنبؤ أو تقدير مخاطرهم ما إذا قويت شوكتهم وازداد تمردهم في كل مكان، لأن عقولهم للأسف باتت أسيرة ورهن إشارة «الريموت» الذي يحركهم.
الدين الإسلامي دين وسطي وهو بعيد كل البعد عن التطرف والغلو، وديننا الحنيف لا يدعو للعنف أو الإرهاب كما يفعل من لا دين له ولا ذمة ويتستر دوماً وراء الإسلام في محاولة جادة لتمزيق الإسلام وانتهاك حقوق الشعوب والمجتمعات في الأمن والأمان والاستقرار، للأسف وأكررها للأسف، وليعذرني إخواني وأخواتي الذين يتبعون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء، ويقتدون به حتى في مظهرهم الخارجي، فالإرهابيون استغلوا ذلك وباتوا يتسترون وراء الثوب القصير وإطلاق اللحى وأصبحوا يتشبهون أيضاً بالنساء، وأصبحوا يلبسون العباءات النسائية والنقاب لتنفيذ خططهم الشيطانية الدموية وعملياتهم التفجيرية، والمؤلم في ذلك بأن الناس باتت تشكك في النوايا، خصوصاً عندما يحاول أعداء الإسلام بأن ينشروا الرموز الشيطانية على أنها الدين الإسلامي وأنهم اتباع محمد، فقد أصبحوا يحرمون ما حلل الله ويحللون ما حرمه، وهذا هو الدجل بعينة.
بصراحة «ترانا ملينه من تنظيم داعش والقاعدة، ملينه من حزب الله وميليشياته، ملينه من الطائفية، ملينه من الحقد المزروع في القلوب، ملينه من استهداف رجال الشرطة ومحاولة قتلهم، ملينا من إرهاب إيران، ملينا من احتضان العراق للإرهاب»، خلاص؛ دع الخلق للخالق هو يتولانا وهو ألطف بنا وبدينه من هذه الثلة الإرهابية، لذلك علينا جمعياً كمجتمع محب لدينه ولوطنه أن نوحد كلمتنا ونتكاتف لصد الإرهاب بأنواعه وأشكاله، علينا أن نقول «لا» لكل من يتصيد في الماء العكر، فالمسؤولية تقع علينا كلنا، علينا أن نراقب أبناءنا حتى لا يتعرضوا لغسيل في عقولهم، علينا أن نراقب كل صغيرة وكبيرة ونبلغ الجهات المختصة عن الإرهابيين، وعلينا أيضاً أن نضع يدنا بيد الملك المفدى حتى نكون حصناً قوياً نحمي مجتمعنا من كل من يحاول أن يمزق وحدتنا ويفتري على ديننا بالإرهاب المقصود والموجه إلينا، حمى الله بلادنا والمسالمين من الناس في كل مكان.