«مجمـــوعة 2011» بصفهــا الأول وبصفها الثاني «الأفنديات» الدينية والسياسيــة والإعـــلامية لا يمثلــون الشيعـــة ولا يمثلــون المعــارضــة «المعتدلة»، لذا فإن التعاطي معها يسيء للطرف الذي يتعاطى معهم على هذا الأساس، أو يظهره بمظهر الساذج قليل الخبرة وقليل المعرفة بالناس وبالسياسة عموماً، والأهم أن استمرار التعاطي معهم يهدد أمن المنطقة برمتها لا أمن البحرين فحسب.
فامتناع هذه المجموعة بصفها الأول المنهار أو بصفها الثاني الذي حاول إعادة التموضع عن إدانة الإرهاب الذي تتعرض له البحرين بوضوح وفي هذا التوقيت بالذات، يضعها هي ومن يتعاطى معها موضع التهديد الأمني على المنطقة كلها.
إن استمرار سياسة التعاطي أو استجداء المواقف من هذه المجموعة تحديداً يعد سياسة غير مدركة لحجم التهديدات التي تمر بها دولنا الخليجية سوياً، فالوضع لا يحتمل أن نبقي على هذه الثغرات مفتوحة ونسمح بإعادة إنتاج الأزمة من جديد.
ثم إن العمل على إعادة الحياة وتنشيط عودة الروح للنسيج الاجتماعي وكل ما يتعلق بالوحدة الوطنية عمل مطلوب وضروري وحتمي لمستقبل البحرين وتوجه محمود، إنما يحتاج إلى رؤية شمولية وخطة طويلة المدى تعالج القصة من جذورها، إنما لا يخدمها أبداً وبأي شكل من الأشكال إعطاء هذه المجموعة تحديداً أي دور في هذه الخطة، بل بالعكس إقحامها قسراً يعود على هذا الهدف سلباً ويدفعه للتراجع لا من قبل السنة الذين يحجمون عن التعاطي مع هذه المجموعة، بل حتى من قبل الشيعة الذين سيرون أن ما قامت به هذه المجموعة يمكن تبييضه وغسله وإعادة تصديره من جديد، وتلك رسالة خاطئة ترسلها لأي جماعات شيعية أو أي جيل شبابي جديد يريد أن ينخرط في مشروع الدولة، العمل على تقوية النسيج الاجتماعي عليه أن يتجه إلى الجماعات بشكل مباشر دونما حاجة لوساطة هذه المجموعة، يتجه لها بخطة شمولية كما قلنا لا يتجه لها عبر وسطاء كفروا بالدولة وعملوا على إسقاطها.
الأهم أننا كمجلس تعاون دخلنا حرباً بقواتنا الجوية والبرية مع امتداد لهذه المجموعة في اليمن، وهذه المجموعة مازالت تضرب العمق السعودي وتخدم الأجندة الإيرانية في حربها ضد المملكة العربية السعودية، لذا فإن التعاطي معها خارج هذا السياق يضعف موقفنا السياسي والعسكري خليجياً.
أما الحجة بأننا بحاجة لوجود معارضة رشيدة معتدلة شرسة في الدفاع عن مواقفها وتتبنى مواقف التعارض مع الحكومة لا مع الحكم مؤمنة بمشروع الدولة وتحترم دستورها ومؤسساتها وتجهد في الاعتراض كيفما تشاء على منهج إدارة الدولة «قوفرنينغ» فإن هذه المجموعة لا يمكنها أن تكون ضمن هذا الإطار.
خلق معارضة قوية في مواقفها ضمن الإطار الدستوري مسألة حتمية طالما وضعت الأسس والبنية التحتية التشريعية لذلك، إنما لابد أن يترك للزمن ويترك للتفاعلات الطبيعية، ولا يجب أن تدفعنا الرغبة المحمومة في «الترويج» لحضارية الحكم واعتداله عند أي جهة دولية إلى التعاطي مع هذه المجموعة تحديداً، كما لا يجب حصر موقع المعارضة عند هذه المجموعة تحديداً وغسل ماء وجهها لا محليا ولا دولياً.
إن الظرف الآن ظرف مشدد، البحرين دخلت بثقلها لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة والتهاون والتساهل في هذا الظرف تحديداً يعد ثغرة أمنية خطيرة.