يوماً بعد يوم يتأكد للقاصي والداني أن عصابة ولي الفقيه والقطعان من خدامها وأمثالهم من المجرمين الذين شوهوا المذهب الشيعي ومسخوه تحت ظلال غفلة من علمائه الأجلاء المعتدلين، ليسوا سوى جماعات ذات سمات خاصة في الشذوذ تتساوي مع سائر الجماعات الفاشية الأخرى التي عرفها التاريخ، أهمها أنها مصدر رئيس للإرهاب وعدو للتحضر والقيم الإنسانية ومبدأ التعايش السلمي مع مكونات المجتمع، ولولا ستر الله وأشقائنا في الخليج لوقعت البحرين في براثن هذه العصابة الصفوية.
دعنا أولاً وقبل أن نلج في صلب المقال؛ أن نرفع عظيم الشكر والامتنان لرجال الشرطة البواسل الأبطال، ضباطاً وأفراداً وجنوداً، فرداً فرداً، واسماً اسماً، من أصغر شرطي إلى أعلى ضابط، وعلى رأسهم وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، فأنتم ركيزة الأمن والأمان في الوطن، وجزى الله النوائب كل خيـر لأنها أظهرت لنا رجالاً صناديد شامخين مثل الجبال، لا تأخذهم في الحق غواية غاو ولا ترهيب مكره، ولا يقدمون أهواءهم أو غضبهم على انفعالاتهم، فحفظ الله بهم الوطن، وكما قال الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه «يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال»، فقد عرف الشعب البحريني في أزمته وفي حربه الضروس ضد إرهاب ومطية الولي الفقيه، رجالاً يرخصون أرواحهم في سبيل وطنهم، فهم يعلمون أن أعظم منزلة في الدنيا والآخرة هي الشهادة في سبيل الله والدفاع عن الوطن.
ثم نأتي إلى صلب المقال؛ في مطلع الأسبوع كشفت وزارة الداخلية هوية عدد من أعضاء ما يسمى بتنظيم «سرايا الأشتر» الإرهابي، وتم القبض على عدد من القياديين الميدانيين والمنفذين بالتنظيم والمتورطين بارتكاب سلسلة من الجرائم الإرهابية الخطيرة، وقد اعترف المتهمون بأريحية وبمنتهي السلاسة والثقة ودون ضغط أو إكراه، وبدا ذلك واضحاً من طريقة إدلائهم بالاعترافات على التلفاز ومن محيا وجوههم وشكلهم المتأنق، بطريقة تلقيهم التدريبات العسكرية في العراق على أيدي تنظيم «حزب الله».
وأكدت التحريات أن التنظيم تشكل أواخر العام 2012 عبر شخصين موجودين الآن في إيران، مضيفة أن الاعترافات بينت تلقي عناصر التنظيم الدعم والقيادة من عناصر موجودة في إيران، واستعمال أسلحة الكلاشينكوف والـPKC والآر بي جي، بالإضافة إلى استخدام المواد المتفجرة C4 وكذلك TNT، كما شملت التدريبات أعمال الخطف والقنص والرماية وفك وتركيب السلاح واستخدام قذائف الهاون والمناظير وفتيل التفجير والصواعق.
من حقك طبعاً أن تطالب بإخراس كل أولئك الذين يطالبون بتقليص ميزانية وزارة الداخلية بحجة استنزافها لميزانية الدولة، لأن كلامهم له مآرب أخرى.
يقولون، ليس في العالم شيء يأتي صدفة، لذلك أرجوك لا تقنعني بأن الإرهاب الذي كاد أن يضرب البحرين بالمواد المتفجرة C4، وضرب السعودية وتحديداً تفجير «القديح» قبل أسابيع وبنفس المواد المتفجرة C4، جاء من قبيل الصدفة، خصوصاً وأن المتفجرات إيرانية المنشأ، وهي نفس المتفجرات التي كشفت عنها السلطات اليمنية في فبراير 2013 أثناء مداهمتها لسفينة إيرانية وعلى متنها كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات كانت متجهة إلى الحوثيين شمالي اليمن قرب الحدود السعودية.
وبالتالي فكل الشواهد تقول إن الإرهاب في منطقة الخليج، بما فيه «الداعشي» تحديداً، مشروع صفوي، وإن عمائم ولي الفقيه التي تزهو وتفتخر بالجهل والغباوة وتعض عليهما بالنواجذ، قد ركبها الوهم نفسه الذي ركب رؤوس كل الإرهابيين في العالم، وظنت أن دول الخليج، كما حكومات العراق، ممكن أن تستسلم وتركع أمام إرهابها.
ستسألني عن الحل وماذا نحتاج تحديداً للقضاء على هذا الإرهاب والتخريب والعنف الوحشى المجنون الذي تطلقه علينا عصابة ولي الفقيه وتوابعها القتلة؟
وسأجيبك بمنتهي الثقة؛ لن يتوقف هذا الجنون الإجرامي إلا بمزيد من قوة الأمن وحزمه وصرامته وتحليه بأعلى درجات اليقظة والاستنفار والكفاءة الأمنية والشرطية، والأهم إغلاق أبواب الدول التي ينفذ منها الإرهاب، خصوصاً العراق وإيران، لكي نتمكن من كسر شوكة هؤلاء الإرهابيين المشوهين عقلاً وروحاً، وإحباط خططهم الخسيسة وجرجرتهم مخفورين إلى رحاب العدالة والاقتصاص منهم بالقانون، فغول الإرهاب وإهدار دم الأبرياء لا يمكن التسامح معه.
وزمان قال أهل الرأي والحكمة «الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح»!!