بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم نقتدي، وبه نهتدي وبحديثة الشريف نبدأ، حيث قال «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، وبالسلام والشكر والتقدير للدولة حاكماً وحكومة إليهم جميعاً نتقدم، ونوصل الشكر إلى وزارة التربية والتعليم وزيراً ووكيلاً وكل مسؤول ومعلم وموظف، فشكراً وألف شكر على جهودكم المضنية المخلصة الوفية، حيث ازدهر التعليم في العهد الخليفي الميمون.
ويطيب الكلام في الإنجازات التي تجني الدولة ثمارها كل سنة، وها هي باقات من الخريجين من المدارس الحكومية والخاصة، وكل ذلك كان نتاج الجهد المضني والعمل المتفاني الذي يقوم به القائمون على هذا الصرح التعليمي الذين لا يمكن أن ينكر مجهودهم إلا جاحد أو ناقم أو حاقد، ولا ينال منهم إلا ذوو المآرب الذين لا يشكرون نعمة ولا يقدرون جميلاً، هذا الصرح الذي طالما تعرض إلى الكثير من الهجوم من أعداء البلاد الذين لا يروق لهم أن يروا أي مؤسسة في الدولة ناجحة، لأن نجاحها سلاح يتصدى لمشاريعهم الهدامة التي تهدم كل شيء زاهر وباهر في البحرين، وهذا ليس بغريب؛ بل اعتدنا عليه وتعودناه منهم، وذلك عندما تصدى الناقمون للمسؤولين في هذه الوزارة، وحاولوا بشتى الطرق والوسائل التحريض عليهم ومحاولة استبدالهم بشخصيات ضعيفة يمكن ابتزازها ورضوخها لتحقيق أهدافهم بإسقاط كل المؤسسات وإفشالها، ثم إلحاق فشلها بالحكومة.
لكنهم عجزوا وسيعجزون بإذن الله؛ لأن وزارة التربية والتعليم قد أبهرت بإنجازاتها التعليمية والتربوية القاصي قبل الداني. وها هي دول الخليج ودول العالم بأجمعه تعترف بخريجي مدارسها وجامعاتها، وذلك عندما أثبت الخريجون بعلمهم الذي نهلوه على أيدي معلمين يشهد على كفاءتهم وإخلاصهم الله ثم أولياء الأمور الذين يتبادلون اليوم التبريكات والتهاني بتفوق ونجاح أبنائهم وحصولهم على نتائج باهرة. وما هي إلا أيام وتحتفي الصحف المحلية بصور المتفوقين منهم، وكل ذلك بفضل الله ثم كفاءة القائمين على هذا الصرح الوطني.
هذا الصرح الوطني الذي يجب النأي به عن كل من يحاول أن يستغله لأغراض سياسية تضر بالدولة، وأن ترفع يد كل من يحاول هدم مؤسساته. هذا الصرح الذي شهد على استغلال الخبثاء مناصبهم، وكيف أنهم دفعوا بالطلاب إلى ساحة الصراع لتحقيق مآربهم، بدل أن يكونوا اليد الأمينة التي تحافظ عليهم وتحميهم وتغلق أبواب مدارسهم كي لا ينالهم شر ولا يمسهم مكروه. فمسؤولية النأي بهذا الصرح التعليمي تقع على الدولة، ثم على وزير التربية والتعليم الذي يجب أن ينتقي أفضل التربويين أمانة وعلماً، فإن خير من يستأجر هو القوي الأمين، ومقياس الأمانة هنا بالولاء للدين والأمة والوطن.
أما أولئك الذين مازال الحقد يعمي عيونهم، ومازالت السفاهة تسيطر على عقول بعضهم، نقول لهم إن هذا الصرح يعيش اليوم ويزدهر ويزداد علواً سنة بعد سنة، حيث إنه احتضن أبناء البحرين بكافة انتماءاتهم وأصولهم، وقدم لهم أحسن العلوم وأجودها. وها هي أسماء المتفوقين سنوياً من مدارس وجامعات تشهد على حسن الرعاية والاهتمام بالجميع، إذ لم تقتصر الرعاية على مراحل التعليم المدرسية الأساسية؛ بل تعدتها إلى دراسات جامعية في أفضل جامعات العالم، ولا ينكر هذه الرعاية كما قلنا إلا من في قلبه غل وفي نفسه مآرب، حيث يفضحه الله ويظهرها على لسانه كي يزداد خزياً على خزي.
مسك الختام كذلك -كما بدأنا- هو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: «من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعو له حتى تروا أنكم قد كافأتموه»، وإن خير المكافأة هي الدعاء. فجزى الله الدولة كل خير على من قامت باستئجاره لهذه المؤسسة، وبارك الله في وزيرها ومسؤوليها ومعلميها وموظفيها، ونفع الله بأمانتهم وعلمهم البحرين وأمة الإسلام.
- إلى مجلس النواب..
إن مقام الوزراء «محشوم» لأن تعيينهم يتم بمرسوم، ولا يمكن السماح والقبول لنائب بالتطاول على وزير ومسؤول، وإنه من أصول النقاش الحديث مع الوزير بما يليق بمقامه، خاصة إذا كان ضيفاً في المجلس، حيث يجب أن يضرب هذا المجلس مثالاً في التحضر والرقي، فهو ليس ساحة لاستعراض عضلات أو كسب نقاط أو ترويج ودعاية أو إثبات وجود أو تعويض نقص، وعلى رئيس المجلس أن يتصدى لكل نائب يحاول أن ينال من شخص أي مسؤول، إذ إن السكوت عن هذا التصرف يجعل الجميع مسؤولين عنه، فالساكت كالفاعل.