نتوقع أن تخرج علينا في قادم الأيام ذات الأصوات بذات المبررات المتكررة لتفنيد أسباب خسارة منتخبنا الوطني الأول أمام مستضيفه الفلبيني في الخطوة الأولى لتصفيات كاسي العالم وآسيا لكرة القدم وهي الخسارة المؤسفة التي آلمتنا جميعاً!
سنسمع جملاً تعودنا على سماعها مرات ومرات مثل «الخسارة ليست نهاية العالم» أو «الفريق لم يتأقلم بعد مع أسلوب المدرب الجديد» أو «قلة خبرة أغلب اللاعبين لم تسعفهم على العودة إلى المباراة بعد الهدفين المتتاليين» أو «نحن خسرنا جولة ولم نخسر المعركة» وهكذا ستنهال علينا المبررات من أجل امتصاص غضب الوسط الكروي لا أكثر ولا أقل!
من وجهة نظري الشخصية أرى أن هذه الخسارة المؤسفة ما هي إلا تجسيد صادق لواقعنا الكروي المرير الذي نعيشه منذ زمن ليس بالقصير!
أداء المنتخب في مانيلا كان ضعيفاً للغاية وكشف عن مدى افتقادنا للاعبين الذين يتسمون بنجومية المنتخبات الوطنية، فإذا كنا سنتعذر بقصر فترة الإعداد مع المدرب الأرجنتيني باتيستا وتأثير ذلك على الأداء الجماعي أين إذاً الحلول الفردية التي يفترض أن تتوافر في لاعب المنتخب؟!
هذه الحلول كانت شبه معدومة إذا استثنينا هدف المالود الشرفي الذي أحرزه بمجهود فردي في الوقت بدل الضائع، ولذلك فنحن في أمس الحاجة لاتباع خطط مستقبلية طويلة المدى في الأندية والمنتخبات السنية من أجل أن نضمن مستويات فنية متقدمة للاعبين الذين يرتدون شعار المنتخبات الوطنية.
بصراحة متناهية أرى أن أغلب لاعبي المنتخب الحالي أقل مستوى فنياً من بدلاء العديد من المنتخبات الكروية التي مثلتنا في سنوات سابقة وهذا يعد مؤشراً خطيراً بانحسار المواهب الكروية في البحرين إما بسبب متغيرات الحياة أو بسبب غياب التخطيط السليم أو بسبب إهمال الاهتمام بفرق القاعدة وتحديداً في الأندية والتوجه للبحث عن اللاعب الجاهز أو عن اللاعب غير المواطن مهما تواضع مستواه!
سياسات خاطئة وحلول ترقيعية لمجرد تحقيق النتائج الوقتية دون النظر للمستقبل وهاهي المحصلة النهائية تطيح بمنتخبنا الأول أمام منتخب كروي آسيوي مغمور قادم من مجتمع لا تمثل فيه كرة القدم الرياضة الشعبية الأولى!
ليس أمامنا الآن سوى أن نشدد على أهمية الاستقرار الفني وإعطاء المدرب باتيستا الوقت الكافي والحرية المطلقة لاختيار عناصر المنتخب، بل ونمنحه حق وضع خطط مستقبلية لتطوير كافة المنتخبات بمختلف فئاتها حتى لو استدعى الأمر إشراكه في وضع خارطة المسابقات المحلية على أن تلتزم الأندية بتطبيق هذه الخطط الموحدة، وعلينا أن نعترف بأن هذا المنتخب الحالي بهذا المستوى المتواضع غير قادر على الذهاب بعيداً لا في تصفيات كأس العالم ولا حتى في تصفيات آسيا إلا إذا حدثت مفاجآت ولا نريد أن نقول معجزات لأن عالم الرياضة مفتوح أمام كل الاحتمالات.
ويستوجب علينا تأجيل طموحاتنا إلى أربع سنوات أخرى قادمة بشرط أن يتوافر عاملي الاستقرار والتخطيط السليم.