نشرت مؤسسة أمريكية تدعى «مراقبة العدالة» «Jadicial Watch» وثيقة سرية مسربة من البنتاغون يعود تاريخها إلى أغسطس 2012 تؤكد علم الإدارة الأمريكية وسماحها بقيام «دولة الإسلام في الشام والعراق» في جنوب سوريا.
تؤكد الوثيقة أن جميع الخطوات التي كانت ستتم والسيناريو الذي سيجري في سوريا سينتهي باستيلاء تنظيم سلفي على مناطق كبيرة وسيقود إلى تقسيم سوريا. الشيء الوحيد الذي لم تذكره هذه الوثيقة بأن اسم هذا التنظيم سيكون «داعش»!!
الأكثر من هذا أن الوثيقة السابقة تشير إلى أن تحركات تنظيم القاعدة للهجوم على بنغازي في 2012 كانت موجودة لدى الإدارة الأمريكية وأوباما على علم بها و.... سكت.
أكثر من هذا.. أي أن الوثيقة لم تكن الوحيدة التي تكشف عن هذا التواطؤ يؤكد «إيلي ليك» الخبير الأمريكي في الشؤون الأمنية، له مقالات عديدة في عدة صحف أمريكية كالنيوزويك والديلي بيست، ومحلل أمني استراتيجي تستعين به محطات فضائية كـ«السي إن إن» وفوكس نيوز، كتب حول التطورات الأخيرة في المنطقة، يؤكد أن المخابرات الأمريكية علمت بخطط داعش ولم تخبر أوباما، وأن بعض حلفاء واشنطن ربما لا يرغبون في تدمير التنظيم!!
إيلي ليك كتب أيضاً تقريراً حول سقوط الرمادي قبل شهر في يد داعش قال فيه «كانت الولايات المتحدة تشاهد مقاتلي تنظيم داعش، وسياراته، ومعداته الثقيلة، وهي تتجمع على أطراف مدينة الرمادي قبل نجاحه في استعادة المدينة في منتصف شهر مايو، مع ذلك لم تصدر أي أوامر بشن هجمات جوية على الركب قبل بدء المعركة؛ وتركت مهمة القتال للقوات العراقية، التي تخلت في النهاية عن مواقعها. وذكر مسؤولون استخباراتيون وعسكريون أمريكيون مؤخراً أن واشنطن كان لديها معلومات استخباراتية مهمة بشأن هجوم «داعش» الوشيك على مدينة الرمادي. وكان الأمر بمثابة سر معلن بالنسبة إلى الجيش الأمريكي حتى في ذلك الوقت».
وسواء كانت هذه الوثيقة دليلاً أو كانت معلومات هذا الكاتب أو غيره فإن تمدد داعش أو تمدد الحوثيين هو تمدد يشوبه الكثير من الغموض، الاثنان تمددا دون مقاومة تذكر، والاثنان يملكان أسلحة متطورة والاثنان مازالا يحصلان على الإمداد والمعلومات الاستخبارية، والاثنان تمددا تحت سمع وبصر الولايات المتحدة الأمريكية، فإن تلك حقائق لا يمكن إنكارها.
عدا ذلك في كل «جريمة» ابحث عن المستفيد، ولن تحتاج إلى تفكير طويل لتعرف أن أكبر المستفيدين من تهديد أمن الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وأكبر مستفيد من تشويه صورة المسلمين وخاصة السنة، هم اثنان؛ إيران وإسرائيل كدولة واللوبي الصهيوني الأمريكي.
بعد هذا يقولون لا تفكروا كالسذج دوماً بنظرية المؤامرة! لا بأس إنها ليست مؤامرة إن كانت الكلمة تزعج البعض، إنها ليست مؤامرة لكنها «مشروع» اسمه أحياناً مشروع الشرق الأوسط الجديد، اسمه أحياناً أخرى الفوضى الخلاقة، اسمه أحياناً مشروع دعم الديمقراطية، اسمه أحياناً مشروع دعم الأقليات، اسمه أحياناً مشروع البطيخ ... من يهتم؟ المهم أنه مشروع تكسب من ورائه إيران وإسرائيل واللوبي الإيراني الأمريكي.
ائتلاف لمحاربة داعش جزء كبير من تمويله تدفعه الدول الخليجية، وتحالف لمحاربة الحوثيين تموله الدول الخليجية، وصفقات أسلحة تمولها الدول الخليجية للحلفين، هل كان هذا السوق سيفتح لو أن «حليفنا» الأمريكي تعاون معنا على وقفه منذ البداية؟ بالطبع لا... فهل هناك تاجر يقتل بيده دجاجته التي تبيض له ذهباً؟