نجحنا في خفض نسبة الطلاق في مملكة البحرين من 1000 حالة طلاق في السنة إلى 500 حالة في السنة خلال أربع سنوات، تلك جهود دولة ومجتمع تضافرت من خلال منظومة من التدابير والتشريعات والإجراءات ولم يأتِ هذا الإنجاز من فراغ.
50% نسبة الانخفاض في واحدة من أعقد المشكلات الاجتماعية وأصعبها حلاً، تلك قصة نجاح لابد أن تروى ولا بد أن نعرف حيثياتها وتفاصيلها والبناء عليها.
كنت على وشك كتابة مقال أحث فيه وسائل الإعلام بما فيها وكالة أنباء البحرين على توثيق قصة النجاح هذه بتقارير عالية الجودة تروي لنا الحكاية وتبين جهود المجتمع البحريني الرسمية والأهلية في مواجهة واحد من أكبر التحديات التي لها آثار سلبية على كل خطط وبرامج الدولة، كي يعرف البحرينيون وغيرهم بأننا يمكن أن ننجح حتى في أعقد المشكلات الاجتماعية كالطلاق، كنت أنوي الدعوة لوسائل الإعلام لتوظيف قصة النجاح هذه في الترويج لتقدم المجتمع البحريني وقدرته على تخطي العقبات وقدرة مؤسساته على الإنجاز، فإن تحقيق هذه النسبة من الانخفاض خلال أربع سنوات إعجاز لا إنجاز فحسب.
إنما فوجئت بأن أحد النواب الكرام كان في وادٍ غير ذي زرع، أقصد في وادٍ قد لا تتوفر فيه معلومات أو بيانات أو إحصائيات مع أن توفيرها لم يكن يحتاج سوى ضغطة زر.
ولا أدري إن كان سعادة النائب الذي طلب اليوم مناقشة «ظاهرة الطلاق» في الجلسة اليوم يتابع أو يقرأ أو يسأل قبل أن يسأل، بمعنى يطلب المعلومات والإحصائيات والبيانات ويستعد ويقوم بواجبه قبل أن يتحرك ويتقدم بطلب لمناقشة أي موضوع أم يكتفي بانطباعاته الخاصة؟!!
المقابلة التي أجرتها الأخت هالة الأنصاري في صحيفة أخبار الخليج بتاريخ 26 مايو لم يجف حبرها بعد والتي عرضت فيها تلك الإحصائيات المهمة التي تبين انخفاض النسبة الكبير، وكانت كافية لا لتوضيح الصورة إنما لقلبها رأساً على عقب، فنحن الآن أمام قصة نجاح علينا أن نستثمرها ونوظفها إعلامياً، بالإضافة إلى تكريسها وتكثيفها لزيادة فعاليتها وتخفيض النسبة خلال السنوات الأربع القادمة بقدر المستطاع.
وعلى هذا الأساس المطلوب هو أن نولي هذا النجاح الاهتمام الإعلامي المناسب وعدم الاكتفاء باللقاء الذي أجرته الصحيفة مع الأستاذة هالة الأنصاري، بل عمل تقرير متكامل ولقاءات تلفزيونية تضع جميع أطراف العلاقة، لنعرف كيف تمكنا من خفض النسبة بهذا الشكل حتى نعرف كيف نحافظ عليها ونعمل على زياداتها إن أمكن.
أما بالنسبة للسادة النواب فإن الوقت المتبقي من دور الانعقاد هو أيام معدودات يحتاج إلى أن يحرص السادة النواب على بذل مزيد من الجهد وعمل ما يسمى بـ«الهووم ورك» قبل أن يهدروا وقت المجلس ووقت المواطنين.