الأول
حكم القضاء البحريني بسجن رئيس «مجموعة الانقلاب على الدستور» أربع سنوات، عن تهمة بغض طائفة من الناس وصفهم بالمرتزقة وعن دعوته لعدم الانقياد للقوانين، ثم برأه القضاء البحريني من تهمة تغيير النظام الدستوري.
لا ندري إلى الآن ما هي حيثيات حكم البراءة، إنما نتساءل إن كان حكم البراءة قد تم على أساس أن السكين التي قتل بها 14 شهيد واجب في دفاعهم عن النظام الدستوري البحريني، الذي ننعم بالاستقرار والأمن من بعد الله بفضله، لم تكن بيد المتهم؟ وعلى أساس أن شظايا الانفجار التي أصيب بها أكثر من 2000 رجل أمن وهم يحمون أمننا وسلامتنا لم يكن «كونترولها» في يد هذا المتهم حين وقوع الجريمة؟ أم على أساس أنه لم يخط بيده عبارة «باقون حتى يسقط النظام»؟ فلا دليل مادياً عليه واستطاع أن يجد مخرجاً قانونياً يعفيه من مسؤولية الخراب الذي حل بالبلد... نحترم كلمة القضاء بل ليشكر المتهم ومجموعة الانقلاب معه الله سبحانه وتعالى أنه في بلد نحتكم فيه للقانون وللقضاء، ولكن حق الوطن الآن في رقبة النيابة العامة وبانتظار طلب الاستئناف.
ما يهم الآن أنه عدا عن العناية بإحقاق الحق في اعتراضنا على هذا الحكم، فإن ذلك الحكم لن يؤثر على سير حياة المواطن البحريني والحمد لله، البحرين ولله الحمد والمنة انتصرت بشعبها وبنظامها وبدستورها، البحرين الدولة هي التي بقيت ولم تسقط بل سقط من دعا لسقوطها.. هذا هو المهم، المهم أن مشروع إسقاط الدولة مني بالهزيمة في البحرين.
الموضوع الثاني الخاص بأمننا
حين تتجرأ دولة صغيرة وتواجه دولة عظمى علناً وفي المحافل الدولية وترد لها الصاع صاعين وتذكرها بأن من كان بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة فاعلم أن الدولة العظمى لم تعد عظمى وأنها انحدرت إلى أسفل السافلين، وأن الدولة الصغرى امتلكت شجاعة وقوة تستند فيها على شعبها وعلى عمقها الاستراتيجي مكنتها من مواجهة الدولة الكبيرة بشجاعة.
فبعد أن اضطرت البحرين أن تطرد نائب وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية قبل عامين اضطرت مرة أخرى أن ترد على وقاحة سفيرها في جنيف وتلقنه درساً وذكرته بأن من يملك سجن أبوغريب وسجن غوانتنامو عليه أن يتوقف عن نصح الآخرين حين يتعلق الأمر بإدارة السجون، ومن يقتل ويسحل المواطنين في الشوارع بناء على عنصرية عرقية بغيضة عليه أن يتوقف عن نصح الناس بالعدالة، هكذا انحدرت هيبة الولايات المتحدة الأمريكية إلى أسفل حضيض ممكن أن تنحدر إليه في المحافل الدولية.
انحدار هيبة الولايات المتحدة لأسباب عديدة ليس هذا موضع ذكرها، إنما الذي يهمنا هو أن تحافظ دول الخليج ومملكة البحرين بالتحديد على موقفها القوي الثابت المشرف بلا تردد وتتصدى إلى مشروع يهدف إلى إضعافها وإسقاطها وتعلم أنه موقف يسانده شعب يبحث عن الأمن والسلام والعدالة والرقي والاحترام وسيادة القانون، جنباً إلى جنب مع استحقاقات سيادته وكرامته، فالموقف الشعبي يساند وبشدة موقف الوفد الرسمي في جنيف، ومجموعة 2011 لا تمثل شعب البحرين لا في جنيف ولا في البحرين.
ما يهمنا هو أن يلزم الشعب البحريني سلطاته على هذا الموقف ويتحرك مجلس النواب لدعم الوفد الرسمي وتتحرك المؤسسات المدنية لدعمه هنا في البحرين وفي جنيف حتى يكون ذلك موقفاً شعبياً لا رسمياً فحسب، وأن تصل هذه الرسالة إلى سفير الولايات المتحدة الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية دون انتظار لرد فعلها إنما هو تسجيل لموقفنا الشعبي المساند لكلمة مندوب البحرين في جنيف.
لم نعد نهتم بتلك التصريحات الجوفاء التي يطلقها رئيس هذه الدولة أو سفراؤه حول الحلف الاستراتيجي أو العلاقة التاريخية، ما يهمنا هو ترجمة هذه الشعارات على الواقع، وما نراه إلى الآن ترجمة معاكسة تماماً لتلك التصريحات بل ما نراه هو ازدواجية وتناقض في كل مواقفها مع تصريحاتها الخاصة بالسعودية واليمن وسوريا والعراق والبحرين ومصر، تناقض يجعل كل كلمة يلقيها أي مسؤول أمريكي لا تزيد عن صفحة جديدة من كتاب الكذب الذي تراكم وتضخم بشكل لم يعد يتحمله الغلاف.
لذا فإن شعب البحرين هو من يطالب سلطاته بأن تحفظ له كرامته وأمنه وسيادته، وتطبق القانون على الجميع بلا استثناء لا لشيخ دين ولا لزعيم سياسي ولا لشيخ قبيلة ولا لأبيض ولا لأسود.