يقول علماء النفس إن الاحتفال بعيد ميلاد الطفل أول مرة عندما يتم عامه الأول أمر مهم للأهل ويؤثر إيجاباً في نفسيتهم، أما الطفل فلا يدرك ما يحصل حوله في هذا السن والمهم بالنسبة له الاحتفال بعيد ميلاده الثاني وما بعده.يحتفل الناس بأطفالهم الاحتفال الأول بطعم ونكهة خاصة، فالطفل في عمر السنة يكون في منتهى البراءة، يحتفلون به وقد عاشوا معه وتابعوا حركاته الجميلة سنة كاملة يكون خلاله قد نطق بأول كلماته ومشى خطواته الأولى. وهكذا حال كل البشر وليس فيه ما يستغرب، الغريب أن يحتفل بمنظمة إرهابية طائفية أتمت سنة من عمرها قضتها في القتل والهدم والحرق والسلب والنهب والتهجير والاغتصاب والعمل بإمرة إيران بحجة قتال «داعش»، وهذا ما حصل بالفعل قبل أيام عندما احتفلت حكومة المنطقة الخضراء في العراق بعيد ميلاد ميليشيا الحشد الشعبي الشيعي.مرت سنة على تكوين هذه الميليشيا الإرهابية التي افتتحت أعمالها بتسليب ونهب سيارات الدفع الرباعي الحديثة من المواطنين «العرب السنة» في بغداد ليستخدموها فيما بعد في تنفيذ جرائمهم، ثم بعد ذلك برزوا في مواكب تجوب مناطق «العرب السنة» في بغداد وهم يطلقون العيارات النارية في الهواء ويخطفون الأبرياء ويتوعدونهم بالذبح، وبعد ذلك رأيناهم في مناطق جرف الصخر جنوب بغداد وهم يحرقون بيوت المواطنين ويهجرونهم ويمنعون أهلها من الدخول إليها حتى يومنا هذا، ثم رأيناهم في تكريت شمال بغداد وهم يحرقون البيوت ويسلبون ممتلكاتها ويرفعون شعارات طائفية فيها ويمنعون أهلها من الرجوع إليها، محولينها إلى مدينة أشباح، وبعد ذلك رأيناهم وهم يهدمون البيوت على رؤوس ساكنيها في أطراف الأنبار ويقتلون ويحرقون الأبرياء.هذه كانت أبرز حركات هذا المولود المسخ خلال سنة كاملة، أفعال لم تصدر حتى من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وبعد كل هذه الجرائم وبكل صلافة يظهر رئيس الوزراء العبادي محتفلاً بعيد ميلاد هذه الميليشيا ويؤكد من جديد أنها مرتبطة بالدولة العراقية، ويظهر سلفه المالكي مهدداً الدول العربية المجاورة بنقل الفتنة إليهم إن لم يدعموا أعمالها بأشكال الدعم.هذه الميليشيات تجمعت وتشكلت في منظمة إرهابية كبيرة، بفتوى من المرجعية الشيعية في العراق، تقودها إيران من خلال أتباعها فتعيث في الأرض الفساد وتدرب الميليشيات التابعة لإيران في دول أخرى لتنفيذ جرائم مشابهة، فهل سيأتي يوم يحاسب فيه من أفتى بتشكيلها، وهل سيأتي من يحمل العبادي والمالكي مسؤولية جرائمهما بعدما أعلنا صراحة ارتباطهما بها؟ لقد اجتمع أتباع إيران في عيد ميلادها ليقولوا لها سنة سعيدة، ونقول لها لقد كانت سنة «سودة».
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90