مع انتهاء الموسم الدراسي الحالي ودخول طلبة المدارس والجامعات عطلتهم الصيفية السنوية، يتساءل الكثير من أولياء الأمور والطلبة أيضاً؛ ماذا أعدت الجهات المعنية بالأنشطة الصيفية لأبنائنا الطلبة من برامج تعليمية وترفيهية وعلمية في هذا الصيف؟ وهل سيكون هذا الصيف كبقية الأعوام الماضية، حيث تتكرر البرامج الروتينية الرتيبة، والتي من خلالها يرفض غالبية الطلبة الانخراط فيها بسبب عقمها وعدم حداثتها وجديتها في خلق برامج مفيدة ومميزة؟
إن من أخطر الفترات التي تمر على الشباب والصغار، سواء من المنتسبين للمدارس أو الجامعات، هي فترات العطل الطويلة، كالعطل الصيفية وغيرها، حيث يشعر هؤلاء بالفراغ الكبير الذي يخنقهم كلما اصطدموا بعدم وجود برامج تحتوي فراغهم وتحتويهم قبل كل شيء.
كلنا يدرك خطورة فجوات البرامج الترفيهية في العطل الصيفية، فهذا الفراغ الذي يصطدمون به في كل عام يخلق من صغارنا وشبابنا مجموعة من التائهين في وسط المجتمع، مما يمهد لهم السبيل للانخراط في أعمال عنف وفوضى وإرهاب ومخدرات وجريمة، وهذا هو السن الأكثر عرضة للاختراق، ومن هنا تعتلي أصواتنا بأنه يجب على وزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية الاجتماعية وبقية الأندية والمراكز الشبابية القيام باختراع برامج لكافة الفئات العمرية من أبنائنا الطلبة، واحتوائهم جميعاً بدل أن تتلقفهم يد الإرهاب والمخدرات وعصابات الشوارع.
لا يجب أن نلوم الشباب حين ينحرف عن جادة الصواب في حال عدم احتضانهم وإدراجهم وإشراكهم في برامج مكتملة في العطل الصيفية من كل عام، فاللوم الأول يقع على الأسرة، ومن ثم تقع بقية اللائمة على الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني ممن لهم الدور البارز في احتضان شباب المدارس والجامعات.
ربما يقول بعضهم، إن هناك برامج معدة سلفاً من طرف تلك الجهات التي تعنى بالشباب، لكن نسبة تفاعل الأسر والأبناء ضعيفة للغاية، وهنا نلقي باللوم على معدي هذه البرامج، بسبب ضعف الترويج لمشاريعهم في العطل الصيفية، وعدم تسويقها بالشكل المناسب للطلبة، إذ ينبغي لهم الترويج لها قبل أكثر من ثلاثة أشهر من بدء العطلة الصيفية، حتى يستطيع الطلبة وأولياء أمورهم رسم خطط لهم في بقية العطلة، أما البرامج السريعة والارتجالية فإنها لا تنفع في مثل هذه المواقف.
نتمنى من الجهات الرسمية والأهلية والشبابية التي تعنى بشبابنا وشاباتنا في البحرين أن يخترعوا في كل عام، برامج جديدة تحتويهم، وتنمي فيهم مواهبهم وإبداعاتهم، قبل أن تسرقهم يد المخدرات والإرهاب والجريمة من أصحاب النفوس الضعيفة، وأن تشكل برامجهم حائط صد لكل من تسول له نفسه اختطاف صغارنا من أوقات فراغهم، خصوصاً في العطل الصيفية، ولقطع الطريق على كل إرهابي يقوم باختطاف عقولهم الصغيرة.. فالعيال عيالنا والقرار قرارنا.