نحترم القضاء البحريني ونؤكد نزاهته وعدالته وإننا في دولة المؤسسات التي يحكمها القانون لينظم حياة الناس، وإن المدعو علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق حاله حال بقية المواطنين، له حق أن يحاكم محاكمة عادلة وفق القوانين، بالمقابل ندرك أيضاً أن التطرق إليه قد يمنحه هالة من الأضواء لا يستحقها وأنه لا يعتبر «أساسا» من القضايا المصيرية الهامة على مستوى الدولة.
كما ندرك أن هناك نظرة مستقبلية وبعيدة المدى في التعامل مع المدعو علي سلمان الذي يمثل أحد أبواق الأجندة الخارجية لدينا، فمهما تستر بخطاباته التي يزعم فيها المطالبة بحقوق الشعب فإن حقوق الشعب اليوم هي محاكمته ونفيه للخارج، بل إن هناك من يرى أنه حتى حكم الإعدام فيه قليل بحق ما فعله تجاه البحرين وشعبها، هذه المطالب ليست مبالغاً فيها أمام شعب تجرع الكثير من الألم والخوف والهلع إزاء العمليات الإرهابية التي انطلقت عام 2011، وكان يديرها وفق خطاباته المبطنة التي تحمل أكثر من معنى ودعوة، وهو لم يهن وزارة الداخلية فحسب؛ إنما أهان شعب البحرين بأكمله وعروبتهم عندما أراد منحهم كلقمة سائغة للمد الصفوي بالمنطقة وعندما أراد أن يجر ويلات الربيع العربي الحاصل في المنطقة إلى البحرين.
علي سلمان قضيته ليست قضية تختص بأهل البحرين فحسب حتى يرد حقهم إليهم من خلال محاكمته؛ إنما أهل الخليج بالكامل عندما سعى لتغيير تركيبة دول الخليج بإيجاد مشروع لدولة إيرانية الهوى نظامها يتبع ولاية الفقيه، وتمادى أمام كل من كان يتابعه وهو يهدد بالتدخل الخارجي والاعتراف بأنه لا يضمن السلمية من بعد فترة الانتخابات 2014، 4 سنوات لسجنه فقط أمام التهم المنسوبة إليه لا تعني شيئاً «ليش دورة انتخابات اهيه؟»، على الاقل 15 سنة «دخيل الله ولو في سجون إيران أو سوريا يكون أفضل بعد».
إن كانت أمريكا قلقة والاتحاد الأوروبي قلقاً ومنظمات دعم الإرهاب بالباطن قلقة إزاء الحكم الصادر تجاه المدعو علي سلمان؛ فلماذا لا يتم القلق من محاولات سرقة عروبة البحرين وحقوق شعبها؟ ولماذا لا يتم القلق بأن يصل الحال إلى فرضية هناك من يحاسب ويسجن لعشر سنوات بسبب سرقة أو أي قضية جنائية عادية ومن حاول الانقلاب على الحكم وتخابر مع الخارج لسرقة عروبة البحرين وحق شعبها لا يحاسب؟ لا نريد أن نسمع يوماً أن هناك من لا يحاسب ليس لأن على رأسه ريشه، إنما عمامة خلفها دكاكين لحقوق الإنسان التي لا تلتفت إلا لهؤلاء.. لماذا لا يتم القلق من قناعة بدأت تترسخ وهي أنه عندما يمارس أحد الأطراف الإرهاب يصبح بطلاً في دكاكين حقوق الإنسان وعندما يدافع الطرف الآخر عن أرضه في سوريا والعراق يتجاهل بغرض ابادته.
في أمريكا الديمقراطية الكل رأى كيف تم التعامل مع المتظاهرين، ولعل واقعه ديسمبر 2014 الماضية كانت الأبرز عندما خرج آلاف في المدن الأمريكية في مسيرات احتجاجيه على اغتيال عدد من السود برصاص الشرطة والعنصرية الممارسة ضد السود والأقليات في أمريكا.. لم نر موقفاً واحداً يمنع الشرطة من العنف مع المتظاهرين، ولم نر دكاكين حقوق الإنسان تخرج وتندد، ولم نر أي رئيس دولة بالعالم يتدخل ويبدي رأيه في قضية تختص بسيادة دولة أو يجمع بين ما حدث للسود في أمريكا وبين ما يحدث من عنصرية وطائفية لأهل سوريا مثلاً، لم نر الربيع الأمريكي للتنديد ضد الإخلال بحقوق الإنسان وحق التظاهر والاعتصام لإجل حق الدماء التي أهدرت على يد رجال الأمن الذين يستخدمون الرصاص معهم بينما بالبحرين لم تستخدم رصاصة واحدة ضد الإرهابيين وزهقت أرواح رجال الأمن بسبب التعامل السلمي.
إن كان علي سلمان يدعي في كلمته الأخيرة التي تم تناقلها وهو داخل السجن أنه يسعى لديمقراطية حقيقة، فشعب مملكة البحرين يشاطره ذلك، ويرى أن الديمقراطية تكمن في تحقيق تطلعاتهم وهو نفيه واستئصاله من البحرين، كما إن كان يدعو إلى حرية العقيدة وحقوق الإنسان وحرية الرأي فالشعب البحريني لن ينسى شعارات ارحلوا وانتهت الزيارة عودوا للزبارة.
علي سلمان وهو يوجه كلماته من داخل السجن ويدعو إلى الاستمرار في الحراك السلمي الكل يعلم في البحرين، حتى الطفل الصغير، ما هو المقصود بالحراك السلمي الذي يراه الناس في الشوارع من حرق الإطارات ورمي المولوتوف وتفخيخ الأماكن بالقنابل المحلية الصنع.. الكل يدرك أن علي سلمان لو كان في أمريكا «جان راح ورى الشمس» وسجن في معتقلات غوانتانامو ولا قدر حتى يطلع ببيان وهو داخل السجن.
- إحساس عابر....
بخصوص من يصف علي سلمان برجل السلام؛ هل تقصدون أن كل خطاباته أيام الأزمة كانت تقدم بطريقة التسليم «سلموا على البحرين جريب بتروح»؟