في هذا الشهر الفضيل الذي تتنزل فيه الرحمات ويسوده الحب والوئام بين المسلمين في كل أصقاع الأرض، إنه رمضان الشهر الذي يكون في التراحم بين الناس، وفيه ترق القلوب ويكون فيه العبد قريباً إلى الله بأداء العبادات من صوم وصلاة ونوافل وصدقات. وفي هذا الشهر المبارك يتمنى الكثيرون أن تتحقق أمانيهم ويجأرون بالدعاء إلى خالقهم بأن يحقق مبتغاهم كل بحسب تلك الأماني التي يتمناها أن تكون واقعاً، ومن بين أولئك الذين تحقق حلمه وإن كان بسيطاً هو الطفل خليفة علي محمد، ذو الـ 11 عاماً، الذي كان يحلم بأن يصبح له أصدقاء في وسائل التواصل الاجتماعي «الانستجرام» ليتبادل معهم الحوار والحديث عن مرضه المصاب به، وهو سرطان الدم، حيث يخضع حالياً لجلسات العلاج في مركز الحسين للسرطان بالمملكة الأردنية الهاشمية، تستمر لـ 6 أشهر.
نعم تحقق حلم الطفل خليفة، فخلال أيام قليلة أصبح متابعوه حتى كتابة هذا المقال، وكنت أحدهم، أكثر من 15 ألف متابع، بعد أن تمت استضافته في برنامج «رمضانيات باب البحرين» الذي سلط الضوء على أمنية هذا الطفل البريء في حلمه الصغير. فهو نموذج لكل أطفال البحرين في الصبر والثقة بالنفس والطموح رغم إصابته بهذا المرض الخبيث، الذي نسأل الله أن يشفيه منه في هذا الشهر الفضيل وأن يلبسه لباس العافية. المتابعون لخليفة تفاعلوا معه بتعليقاتهم بالدعاء له بالشفاء من هذا المرض، ما يطمح له خليفة أن يكون مشهوراً عالمياً، حتى يكون سفيراً للنوايا الحسنة لصالح مرضى السرطان، وهذا الحلم سيتحقق إذا ما جعله هدفاً له كما هو الحال في زيادة متابعيه في «الانستجرام».
الحلم الذي كان يسعى خليفة إلى تحقيقه وتحقق كانت جمعية «الأحلام» تقف خلفه، هذه الجمعية التي أخذت على عاتقها تحقيق أحلام الأطفال الذين يعانون من الأمراض المستعصية، والتي عاهدت نفسها بتحقيق حلم كل يوم طيلة شهر رمضان المبارك، وحلم خليفة كان أول هذه الأحلام وبدايتها ليصبح يوماً سفيراً للنوايا الحسنة ليحكي للعالم قصته مع مرض السرطان ومعاناته وكيف تغلب عليه بإيمانه وثقته بالله وبعزيمته ومعنوياته المرتفعة، والتي إذا ما كانت سلاحاً لأي شخص منا حتماً سيتغلب على كل الصعوبات والمشاكل التي تواجهنا في هذه الحياة بالعلاقة مع الله والإيمان بقدرة الله تعالى بأن الشافي والمعافي وهو من بيده كل شيء ستكون النجاة هي السبيل بإذن الله، فلا شيء مستحيلاً إذا من توافرت الإرادة والثقة بالله عز وجل.
في بعض الأحيان يكون الشخص للأسف هو أحد العقبات في تحقيق أحلامه، ويقول الدكتور روبرت شولر في كتابه قوة الأفكار «المكان الوحيد الذي تصبح فيه أحلامك مستحيلة هو داخل أفكارك أنت شخصياً»، ولكن بالعزيمة والثبات والتصميم سيتحقق الحلم ليصبح حقيقة، وهذا ما أكده ويلي جولي في كتابه بعنوان «تلزمك دقيقة واحدة فقط لتغير حياتك»، فإذا استطعت تكوين الحلم في ذهنك وزرعه في قلبك ولا تدع فرصة لشكوكك أن تخمده فمن الممكن أن يصبح حلمك حقيقة، وهذا ما فعله الطفل خليفة وسيرى هذه النتيجة بإذن الله ليشفى من مرض السرطان الخبيث.
- همسة..
وأنا أتابع عنوان خليفة استشعرت أن مدى العزيمة والإصرار لدى هذا الطفل في محاربة مرض السرطان الخبيث الذي سيشفى منه بإذن الله، وهنا أدعوكم بأن تتابعوه على «الانستجرام» وعنوانه هو khalifaalimohamed11@.