يزداد اللغط هذه الأيام حول زيادة عدد فرق دوري الدرجة الأولى لكرة القدم إلى 12 فريقاً بدلاً من 10 فرق بغرض زيادة عدد المباريات التي يلعبها كل فريق من أجل زيادة فرص المنافسة وتحقيق الاستفادة البدنية القصوى للاعبين.
هذه أمور ليست بجديدة على المتمرسين في عالم المستديرة كما إنها ليست بجديدة على الإعلام الرياضي المحلي الذي سبق أن نادى بأهمية زيادة عدد مباريات الدوري لتحقيق الهدف ذاته.
لكن الأهم من هذا وذاك هو أن نبحث عن الكيفية التي يمكن من خلالها تطوير المسابقة ورفع درجة الإثارة فيها وزيادة فرص التنافس بين الفرق المشاركة وهذه الكيفية ليست مرتبطة بكم الفرق التي ستشارك في المسابقة، بقدر ارتباطها بقوة هذه الفرق و قدرتها الفعلية على المنافسة وخلق الإثارة!
نحن في البحرين نعاني من محدودية الفرق القادرة على المنافسة والتي لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة وهي التي تنحصر الألقاب بينها وعليكم مراجعة أرشيف المسابقة لتتأكدوا بأنفسكم من هذه الحقيقة .
هذا الواقع يفرض علينا أن نفكر تفكيراً منطقياً في نظام يضمن زيادة المنافسة حتى بأقل من عشرة أندية كأن نقيم المسابقة بثمانية فرق متقاربة المستوى من ثلاثة أدوار بدلاً من دورين حيث سيصبح عدد المباريات لكل فريق 21 مباراة ، أي بفارق مباراة واحدة لكل فريق فيما لو تم زيادة الفرق الى 12 فريقاً مع تفاوت مستوى المنافسة بين النظامين، فهل نحن مع الكم أم مع الكيف؟!
ليس هذا فحسب بل إننا ما زلنا ننادى بأهمية الاستقرار على نظام واحد للمسابقة الأم بدلاً من تشتيت جهود وأفكار المدربين واللاعبين بالتغييرات «المزاجية» التي يطالعنا بها اتحاد الكرة بين الحين و الآخر.
دعونا نفكر بجدية ومنطقية نستخلص من خلالها النظام الذي يؤمن لنا مسابقة قوية ذات مخرجات إيجابية تعود على المنتخب الوطني بالنفع وتجبر الجماهير على العودة إلى المدرجات وتشجع الرعاة على الشراكة الفعلية.
هذا النهج يمكن تطبيقه حتى على مسابقة دوري الدرجة الثانية التي يجب ألا يتواصل إهمالها لتبقى مجرد مسابقة هامشية!!