«عدم الاستقرار» و«الاضطراب الأمني» أبرز العناوين التي يسعى الإرهابيون وداعموهم إلى جعلها واقعاً «تخويفياً» في منطقة الخليج العربي، فالهجوم الانتحاري الذي تبناه تنظيم «داعش» يوم الجمعة الماضي واستهدف مسجداً في العاصمة الكويتية، يشكل حلقة ضمن مخطط كبير بدأ بالمملكة العربية السعودية على دورتين، والآن جاء دور الكويت، ومجتمعي البلدين أثبتا أنهما في لحظة المحك وحدة واحدة.
إن «جمعة الإرهاب» التي بدأت في الكويت ومرت على تونس ثم فرنسا، وقبلها بيوم في عين العرب، تلزم الدول العربية بإعادة النظر في التعاطي مع الإرهاب، عبر توحيد الخطاب والخطط الاستراتيجية، فلاتزال الأخبار ترد بخروج مجموعات شبابية من هنا ومن هناك للانضمام إلى تنظيم «داعش»، وآخرها، حسبما تداولته مجموعات على «واتساب»، خروج 12 طالباً من جامعة مأمون حميدة الطبية في السودان للالتحاق بالتنظيم الإرهابي، ومن قبلها انضم 9 من ذات الجامعة لـ«داعش» عبر السفر إلى تركيا.
يعتمد توحيد الخطاب والخطط عربياً لمواجهة التنظيمات الإرهابية على عقد مؤتمر عربي يبحث كيفية هذه المواجهة، وأساليبها، وإطلاق استراتيجية موحدة تتناول كافة الجوانب.
وعلى الدول العربية السعي مع تركيا للحيلولة دون استخدام مطاراتها وأراضيها كمعبر للالتحاق بـ«داعش»، والتدقيق في سفر الشباب إلى تركيا، ومحاولة معالجة أي أزمات تواجه الشباب في هذه البلدان، خاصة أولئك الشباب الذين تواجههم مشكلات تتعلق بـ«التردد العقدي»، والمشكلات الأسرية والنفسية.
وقلنا من قبل إن الإرهاب ما هو إلا صنيعة ذرائعية لضرب مقدرات دول المنطقة، ويستخدم «الترهيب» الآن من أجل ضرب أسفين بين مكونات المجتمع الخليجي، وإعادة توصيف المنطقة بأنها «غير مستقرة» وتستدعي التدخل الدولي، ووسائط التواصل الاجتماعي بيئة مواتية لتعميق هوة افتراضية داخل المجتمع، عبر تداول المعلومات غير الصحيحة، والشائعات التحريضية.
إن منهج «صناعة الخوف» الذي درجت على نسج نوله أجهزة مخابرات ومراكز تفكير غربية، يغرق المنطقة في أتون المخاوف وشباك عدم الثقة، وسباق التسلح، ومن قبل قلنا إن «أصحاب المصالح يغويهم عدم الاستقرار، وشركات الأسلحة يغريها الإرهاب، فيغذونه ويسمنونه».
وتحاول التنظيمات الإرهابية تمرير أجندة طائفية بضرب أسفين بين السنة والشيعة في المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين، والدور سيأتي على سلطنة عمان والإمارات إذا لم يتم تدارك الأمر بـ«حزم» و«حسم» فاعلين.