شعب البحرين يعي قدر الألم الذي تجرعه الشعب الكويتي بعد الحادث الذي طال مسجد الصادق، هذا الألم ذاته يعيشه شعب البحرين كل يوم ولايزال يتجرع مرارته، ومازالت الآلام تعتصر قلبه.. فقد عشنا أياماً سوداء بين تفجيرات طالت أبرياء سقطوا وهم يدافعون عن الوطن بيد نفس الإرهاب الذي ضرب مسجد الصادق، فالإرهاب سواء أكان على يد «داعش» أو «حالش» فكلاهما خريجا طهران.
ومن يحاول أن يفرق بين العمليات الإرهابية فهو بالتأكيد يخدم إحدى هذه المجموعات الإرهابية، وليس بالضرورة أن ينفذ علمية إرهابية، بل قد يكون دوره تسريب معلومات أو تحريضاً من على المنابر أو إعلامياً يتولى قيادة الحملات الإعلامية التي تسعى للإطاحة بالدولة، وذلك بإشاعة التقارير والتحقيقات وتزوير الحقائق، إلا أنهم جميعهم شركاء في سفك الدماء وتغذية الإرهاب ضد الدولة.
نعم نقدر الألم ونشعر بالمرارة التي يعيشها أهل الكويت ونعيشها معهم، كما عشناها أيام الغزو العراقي للكويت، وعشناها في محنتهم في حادثة اختطاف طائرة الخطوط الكويتية «الجابرية» في عام 1988، التي تعد أطول فترة اختطاف في تاريخ الطيران، حيث كان على متنها 96 راكباً و15 من طاقمها، وكانت مطالب الخاطفين الرئيسة إطلاق سراح سجناء لهم في الكويت تم اعتقالهم إثر تفجيرات استهدفت البنية التحتية للكويت إضافة للسفارة الفرنسية والأمريكية عام 1983، وكان عدد الخاطفين 8 وقد ظهروا بقمصان طويلة كالأكفان كتب عليها باللون الأحمر «نعشق الشهادة»، وقد قام الإرهابيون بقتل اثنين من المسافرين وهم عبدالله حباب الخالدي وخالد أيوب الأنصاري، وقد أكد أحد الرهائن من المفرج عنهم واسمه خالد القبندي في لقاء على تلفزيون قناة «الوطن» بأن رئيس الخاطفين كان اللبناني عضو حزب الله عماد مغنية، والذي قامت حسينية الإمام الحسين بالكويت بتأبينه في 2008.
عمليات تفجير كثيرة طالت كثيراً من المؤسسات الحيوية وأماكن عامة في الكويت ومنها تفجير مقهيين شعبيين في مدينة الكويت سقط فيهما 11 قتيلاً و89 جريحاً، وكذلك محاولة تفجير موكب أمير الكويت في عام 1985 والتي نتج عنها سقوط 4 قتلى و12 جريحاً، كل ذلك عمليات إرهابية تقف خلفها مجموعات وأحزاب إرهابية مدعومة من إيران، هذه الأحزاب التي وصل بعضها لسدة الحكم في بعض الدول، ومنها دولة العراق ولبنان، جميعها أحزاب إرهابية بدأت من مجموعات تغاضى عنها المجتمع الدولي ونالت قبولاً من بعض الدول العربية وكذلك الدول الخليجية، حتى صارت تحت يدها ترسانات أسلحة لا تقل كماً ونوعاً وتدريباً عن ترسانات جيوش دول الخليج، ومنها كتائب «حزب الله» العراقي المدعومة من إيران والتي هددت في عام 2011 بمهاجمة ميناء مبارك الكويتي بالصواريخ، كما هدد الحزب نفسه في 2013 بمهاجمة الكويت بصواريخ إذا ما تجاوزت الحدود القديمة مع العراق.
إذاً الخطر الإرهابي يحيط بدول الخليج من كل جانب، وأي محاولة لصرف النظر عن إرهاب دون آخر هو ما تسعى إليه رأس الأفعى «إيران»، والتي استطاعت اليوم أن تحول الأنظار عن إرهاب حزب الله في العراق وسوريا، وتحاول شغل العالم ودول الخليج عن عمليات الإبادة التي تقوم بها الحكومة العراقية، وعملية إرهابية قادمة لم يشهد لها العلم مثيلاً ستنفذها الدولة العراقية بعد توقيع رئيس الوزراء العراقي حيدر جواد العبادي بإعدام 7000 شاب سني خلال هذا الشهر.
كما نشد على يد الحكومة الكويتية في اتخاذها الإجراءات والتدابير اللازمة في ملاحقة الإرهابيين، وهي إجراءات تتطلب الحفاظ على الأمن القومي الكويتي، بملاحقة الإرهابيين واقتلاعهم من الجذور، وكذلك بالنسبة للبحرين التي عانت من نفس العمليات التفجيرية، والتي عليها هي الأخرى أن تتخذ نفس الإجراءات الصارمة التي اتخذتها دولة الكويت بعد حادث التفجير، وكما نتمنى من شعب البحرين، سنة وشيعة، والذين أدانوا العملية الإرهابية في الكويت أن يدينوا العمليات الإرهابية التي تمارسها الجماعة الإرهابية الانقلابية في البحرين التي لا تختلف عن «داعش» فكلاهما يفجر أبرياء، إلا أن الإرهاب في البحرين بالإضافة إلى أنه يسفك دماء الأبرياء فهو يطالب بسدة الحكم، وأن يتولى قادة الإرهاب رئاسة الحكومة.
نعود ونقول للشعب الكويتي إننا نعي قدر المرارة والقهر والحزن الذي تعيشونه، فنحن نعيش هذا الشعور منذ 4 سنوات وننتظر الساعة التي فيها يقتلع الإرهابيون من بلادنا، كما تقتلعه اليوم الكويت والسعودية.