انتشرت صورة لمجموعة أطفال في أحد مراكز تحفيظ القرآن في الكويت ويظهر في الصورة مجموعة أطفال ومعهم المدعو جراح مجبل غازي شريك الإرهابي الذي فجر نفسه في الكويت والذي قبض عليه أمس، حين شاهدت الصورة وهو يجلس ومن حوله الأطفال ويضحك مبتسماً كان بودي أن أقابل آباء وأمهات الأطفال لأسألهم كيف أمنتم على أطفالكم مع شخص كهذا؟ كيف سلمتموه فلذات أكبادكم وتركتموهم معه وغادرتم المكان؟ يا جماعة سيماهم في وجوههم، هذا شخص لا آمن على حيوان معه فكيف أسلمه ابني؟
هذا الشخص لم يكمل تعليمه ولا يعمل بوظيفة لأنه يحرم الوظائف الحكومية وله أخ التقط لنفسه سيلفي مع أربعة رؤوس قطعها، ومع ذلك جراح هذا مشرف على مخيم صيفي لإحدى الجمعيات الدينية، تقيم مراكز لتحفيظ القرآن وتقيم مخيمات صيفية للأطفال، وأمهات وآباء الأطفال يرسلون له فلذات أكبادهم الطرية برسم الخدمة دون أن يتحروا عنه، دع عنك واجب الدولة في التحري إنما خطابي اليوم هو للأهل.
ويؤسفني واعذروني لأنقل لكم صورة أخرى لما يجري في دور العبادة ومراكز تحفيظ القرآن، صورة مقززة ومنفرة وكدت أن أستفرغ وأنا أشاهدها لفيديو وزع على الواتس آب لرجل معمم يعتلي طفل ويمارس معه الفاحشة وعمامته وضعها إلى جانبه وتم تصويره من وراء الستار!
نعم ... هذا وذاك وأكثر منه يحدث في أي مكان به أطفال وبعيد عن أعين الرقابة فلم نستبعد حدوثه في المساجد والمآتم؟ أكل منادٍ بالدين وكل رافع للقرآن نأتمنه على أطفالنا ونصدق أنه مدعاة للثقة؟ هل بلغ بنا (الكسل) كآباء وكأمهات ألا نتحرى ولا نسأل على من سنستودع أطفالنا بين يديه ونغيب عنهم؟
فقد جذبت دور العبادة مع الأسف كل أفاق وكل مجرم وكل شاذ رأى في هذه الدور مكاناً آمناً لإجرامه بعيداً عن عين المراقبة، دور يأمن فيها الأهل وتأمن فيها الدولة على نشئها وأطفالها فيتوفر فيها الصيد الثمين، لا يقفز لي أحد الآن ليقول لي إنك تتهمين العلماء والأئمة والقائمين على المساجد وتتهمين الدين وووو، نحن نتكلم عن وقائع ومن أحداث نعايشها ونشهدها ولا نفتري بها ولا نعممها، ولكن استغلال دور العبادة أصبح أمراً واقعاً كما هو استغلال الدين بأسره.
بالأمس كتبت للدولة لتراقب المساجد وما يدور فيها السنية منها والشيعية، واليوم أكتب لأمهاتنا وآبائنا تحروا اسألوا دققوا راقبوا احموا أطفالكم. ففي تلك الدور تم اختطاف أبنائنا وتحويلهم لإرهابيين وجنود لفقيه قابع في إيران أو خليفة قابع في العراق، وفي الوقت الذي ينعم فيه الاثنان (الفقيه والخليفة) بحريرهما وحرائرهما يدفع أطفالنا الثمن ما بين السجون أو ممزقين أشلاء.
في زمننا هذا إن كنتم حريصين على تعليم أبنائكم تعاليم الدين فأنتم خير مدرسة له، وإن شئتم أن تعودوهم على المساجد فبصحبتكم وإلا فلا.
لا تبكوا عليهم بعد أن يسجنوا أو بعد أن ينتحروا قرباناً لولي أو لخليفة، حينها لن يكون هذا ابنكم ولن تعودوا أهله، حينها لن يعترف ابنكم بأب أو أم وأهل غير وليّه أوخليفته وأنتم لن تكونوا بالنسبة له سوى غرباء رضاكم ليس من رضا الجنة ولا تحت أقدامكم، بل مفتاحها موجود عند وليّه الفقيه أوخليفة المسلمين!!