قبل أن تدخل إلى المقال، هل تسمح لي أن أرجوك بأن تترك الطائفية على جنب..
ثم دعني أسألك وأسأل نفسي معك، هل نحن شركاء في هذا الوطن؟ وهل أنت مقتنع أننا في الهم «سوى»؟ وهل تعلم أن ضحايا «داعش» من أهل السنة يفوقون أضعافاً بمئات المرات عن ضحايا الشيعة؟ هل أنت مستغرب، طيب، انظر إلى سوريا والعراق حتى تتأكد!!
أستحقر جداً إصرار هؤلاء الداعشيين الأغبياء الذين يحاولون أن يتقمصوا دور المولى القدير ويغتصبوا أهم وأقوى صفات الله عز وجل، ويظهروا على أساس اقتناع راسخ بأنهم يملكون الموت والحياة بل والنشور.
يا عزيزي، لا يستطيع أي مخلوق مهما كانت قوته أن يحدد أمرك أو يكتب لك غير ما كتبه الله لك فاطمئن، والداعشي ليس رسول الله، ومعاذ الله أن يكون رسولاً، وحربه ليست حرباً مقدسة في سبيل الإسلام، بل إن داعش جماعة إجرامية مضللة منحرفة عفنة هدفها القتل بغرض التلذذ بالقتل، ومن حق المسلمين السنة والشيعة بل وكل بني البشر الأسوياء محاربتها والقضاء عليها.
إن الترقب ومكابدة أرق حصول أمر فج وفعل شنيع غداً الجمعة بفعل تهديدات الداعشي تركي البنعلي، ليس من العقل في شيء فالدولة حاضرة ولا يمكن لكائن من كان أن يسلبها دورها، ورجال الأمن وعلى رأسهم معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، على أهبة الاستعداد وأقصى درجات اليقظة، وأفعالهم مشهودة لهم ويعجز عنها الوصف والأخبار، فلا تجعل الحر والصيام يضغطان على عقلك «ويوسان» لك ويهرسان أعصابك، فهذا المدعو «تركي» مثلي ومثلك لا يملك من أمره شيئاً من طول عمر أو رزق أو عافية.
فيا شقاء من تلبسه الخوف وأعطى للهراء أكثر مما يستحق وألقى بثقل التهديد الفارغ على صدره ليطبق على أنفاسه، فالأمر لا يمكن وصفه إلا بكونه صادراً عن شخص مهبول وجاهل، راح الإيمان من قلبه كما راح خوفه من الله، وإياك ثم إياك أن تستسلم للقلق أو الخوف، وتذكر أجمل ما قيل على لسان شاعر بني الحداقية قراد بن أجدع الكلبي والذي صار على لسان كل القلقين والمترقبين عبر السنين:
فإن يك صدر هذا اليوم ولى... فإن غداً لناظره قريب
لست أسعى من وراء هذه السطور أخي الشيعي أن أمدك بالأمل، بل إلى بعثرة عبثية القلق والإيمان المطلق والصريح أن الدولة غادرة لكونها مسؤولة عن قيم حماية أبنائها والمقيمين عليها، وأن كل الأيدي الملوثة العابثة القذرة والتي تسعى إليك بالشر لا تستطيع أن تصل إليك -بأذن الله-، وأن التهديد في أصله ليس موجهاً لك وحدك بل إلى كل البحرينيين، السنة قبل الشيعة، وأن المحن والفتن والأزمات، هي من توحد بوصلة المجتمعات والشعوب والأمم، تلك حقيقة راسخة منذ بدايات الحياة المدنية التي فطرت عليها الدولة المدنية.
عزيزي وشريكي في الوطن، نعم، الداعشي هو مخلوق شرس والأكثر بشاعة وتعقيداً في قاموس بني البشر، ولكن نحن معاً نستطيع أن نهزمه، ولا تظن أيما ظن أن الشر قد يطولك وأنني سأقف أتفرج عليك، سأقولها لك، نحن في مركب واحد يقوده جلالة الملك وهو قبطان المركب، وجلالته يمتلك قدرات فذة وحكمة وفكراً نيراً ورأياً سديداً، وهو مدرسة انضباط خاصة، فاثبت ولا تخف فنحن في يد أمين.