شكلت ثلاثة أخبار خلال الأسبوع الماضي نقطة انتباه مهمة في ما يتعلق بالسر وراء انضمام الشباب السودانيين إلى تنظيم «داعش»، ولعلها تقدم تنبيهاً للسلطات السودانية من أجل إعادة النظر في التشريعات المتعلقة بالإرهاب والثغرات الأمنية، التي أتاحت لهؤلاء الشباب الخروج بطرق مشكوك فيها.
البعض يعتقد أن هناك ظروفاً مواتية دفعت هؤلاء الشباب للانضمام إلى «داعش»، وأرجعوها إلى خلل وإرباك مجتمعي فرخ شباناً تعتريهم مشكلات عقدية ونفسية وأسرية، وهو الأمر الذي يحتاج من الحكومة السودانية وضع استراتيجية تشمل برامج توعوية للحد من هذا النزف الشبابي، رغم كبر مساحة البلد والتداخل الإثني مع دول أخرى، والعديد من التحديات الأخرى.
انتشر تسجيل فيديو لشاب سوداني من خريجي جامعة مأمون حميدة الطبية «صاحبها هو وزير الصحة في ولاية الخرطوم»، صادر من المكتب الإعلامي لولاية الخير، يمتدح فيه تنظيم «داعش» ويدعو فيه الشبان والأطباء للحاق به وعدم التردد في قرار الالتحاق بالتنظيم.
وسبق هذا التسجيل التداعيات التي جاءت بعد محاولة انضمام 18 طالباً سودانياً «بعضهم يحمل جوازات سفر بريطانية وكندية وأمريكية»، ضمنهم ابنة مسؤول رفيع في وزارة الخارجية السودانية، ويدرسون في جامعة مأمون حميدة الطبية، إلى تنظيم «داعش»، وجل أعمارهم بين الـ18 والـ22 عاماً، والتي فتحت الباب أمام تساؤلات مهمة حول هذه الجاذبية الغريبة للتنظيم لدى هؤلاء الشباب، خاصة أن دفعة من 9 شباب ومن ذات الجامعة سبق وانضموا إلى التنظيم من قبل.
الخبر الثالث كان نعياً من تنظيم الدولة الإسلاميــــة، لسودانـــي كنيتــــه «أبوالفداء السوداني»، وقال إنه «استشهد» في الرقة السورية.
قصة هذا الشاب توضح أن هناك خللاً أمنياً، إذ بعد انضمامه إلى «داعش» وخروجه من عمله في أحد البنوك من دولة قطر، عاد إلى السودان في إجازة ورجع مرة أخرى إلى «داعش»، ويبدو أن السلطات الأمنية لا تتابع هؤلاء الذين انضموا إلى «داعش»، فحساباتهم على «تويتر» توضح تحركاتهم.
يبدو أن هناك جهة أو شخصاً يقوم بتنسيق انضمام هؤلاء الشباب إلى التنظيم من داخل السودان، ويعمل على تسهيل تحركاتهم وسفرهم.