يبدو أن الإرهاب هذه المرة قد تجاوز ضرب المساجد والأسواق الشعبية أو حتى التفنن في أساليب القتل الوحشية، ليوسع من دائرة عملياته الإرهابية ضد الجيوش العربية من أجل تقويضها ومحاصرتها والخلاص منها، فحين تضعف الجيوش التي من أهم واجباتها حفظ الدول والشعوب، سيكون بعد ذلك كل هدف سهل يسير لضربه والقضاء عليه.
حين تصل يد الإرهاب الآثمة لضرب الجيوش العربية في ظهرها، فمن المؤكد أن يداً خبيثة تقف خلف هذا المخطط الشيطاني الذي يسعى لتفتيت جيوشنا، والتي بتمزيقها وضعفها ستكون الدول العربية بلا شخصية وبلا قوة وبلا مصير، وبالتالي سيكون قرار تقسيم الدول التي تعيش بلا جيوش قوية، أمر واقع لا يمكن إنكاره.
إن ما يتعرض له الجيش المصري من حرب ظالمة من طرف الجماعات الإرهابية المنظمة، لهو أمر جلل لا يمكن قبوله أو السكوت عنه، فالجيش المصري الذي يمثل القوة العربية الضاربة في كل مكان، أصبح تحت نيران الجماعات المتطرفة، تلك التي تمولها دول وجهات أجنبية، تهدف للنيل من مصر العروبة، وذلك من خلال إضعاف أعظم جيوش المنطقة.
خمس عمليات إرهابية مزدوجة تستهدف الجيش المصري في شمال سيناء من طرف تنظيم داعش قبل أيام، عمليات قذرة توقع مئات الشهداء والجرحى في صفوف الجيش المصري، وهذه من أكبر العمليات الإرهابية التي قام بها هذا التنظيم الإرهابي ضد الجيش حتى الآن، ولا نريد أن نقول إنها العملية الأولى أو حتى الأخيرة، فما دام الجيش العربي يشكل حائط صد لكل الغزاة ولكل الإرهابيين، فإن ضربه من تحت الحزام ومن فوقه سيكون خطة للقضاء عليه.
لم يبالغ رئيس مجلس الوزراء المصري إبراهيم محلب حين عبر عن المشهد الحاصل في مصر بعيد العمليات الإرهابية الأخيرة التي نالت من الجنود المصريين حيث قال «إن مصر في حرب حقيقية». فالحرب التي أعلنها تنظيم داعش وبقية الفصائل الإرهابية المتعاونة معه ضد الجيش المصري قد بدأت، لكن هذه المرة من الداخل وليس من الخارج، ولهذا يكون من الواجب التصدي لهذا التنظيم الإرهابي من الداخل وليس من الخارج والتعامل معه بكل حزم وقوة، حيث لم يعد الأمر يحتمل الصبر أو المجاملة، خصوصاً وأن المستهدف الأول في هذه العمليات هو أكبر الجيوش العربية وأعرقها، ألا وهو الجيش المصري.
يجب على الدول العربية اليوم أن تقف مع الجيش المصري في خندق واحد، وأن تسانده بكل إمكاناتها المتاحة في حربه على الإرهاب، فالوقت يداهم الجميع، ولم يعد هنالك فسحة للمجاملة أو المراوغة، بل يجب أن يضرب الإرهاب بيد من حديد، وبشرط أن يكون بقرار دولي أيضاً، حتى يساهم كل جيش وكل دولة بقدر كاف في محاربة الإرهاب، بدل أن يستند الجميع على دماء الجيش المصري ليكون قرباناً لاستقرارهم، فضياع مصر يعني ضياع كل العرب.