قال أحد رجال الدين في البحرين في خطبة الجمعة يوم 29 مايو 2015 «.. التنظيمات الإرهابية هي الوليد الشرعي للإعلام المحرض والمناهج الدراسية ومنابر الوعظ»، وهنا كان لابد أن نسأله؛ ماذا بشأن المؤامرة الانقلابية في البحرين والتي سفكت فيها الدماء وتناثرت فيها الأشلاء والعمليات التفجيرية التي تقوم بها المليشيات الوفاقية وحركة ما يسمى 14 فبراير وخلايا الأشتر وما يسمى جيش المختار؟ هل هذه التنظيمات الإرهابية هي وليدة العفاف والتقى والنزاهة والشرف؟ أم أنها تنفيذ لوصية الخميني التي جاءت تحت بند «الوصية الإلهية السياسية الخالدة»، التي تقول «وفي دوافع الثورة أنها لا ريب أبداً في أنها تحفة إلهية وهدية غيبية تلطف بها على هذا الشعب المظلوم المنهوب»، ولذلك كل ما ينتج عن «الثورة» من إرهاب فهو حلال، بالضبط كما نتج عن الثورة الخمينية من سفك دماء وقتل ملايين من الشعب الإيراني.
ونسأل؛ أليس التحريض على كراهية النظام هو الحاضن الأول للإرهاب الذي يضرب البحرين منذ 4 سنوات؟ أليست القصص والروايات التاريخية التي تردد ليل نهار من المنابر تحريضاً على كراهية الآخر الذي لا يتفق معهم وتحريضاً على الحكم؟ أليس السفر بعقول المواطنين إلى معارك مضى عليها عشرات القرون هي مناهج تربي الأجيال على الكراهية والعنف؟
دعونا من تنظيم «داعش» الإرهابي، والذي اتفق الجميع عليه أنه إرهابي ويجب ملاحقته واقتلاعه، ولنتحدث عن الإرهاب الذي لا زال يُسقط الضحايا ويسعى لتقويض سيادة الدولة، تحريض مستمر حتى الأمس على المنابر، وها هو ذات الخطيب يقول يوم الجمعة 2 يناير 2015: «إن الرسالة التي تلقاها الشعب ممن اعتقل هذا الرجل المجاهد (علي سلمان) المخلص هو أنه لا أمل لكم فيما تبتغونه من إصلاح»، وأردف قائلاً: «إن لنا حقاً فإن أعطيناه وإلا ركبنا أعجاز الإبل وإن طال السرى»، أليست هذه دعوة للخروج عن طاعة الحاكم؟ أليس هذا تحريض على الفتنة ودعوة إلى الاقتتال لطائفي؟ إليس هذا توليداً للإرهاب بدعوتكم جموعكم إلى «ركب أعجاز الإبل» حتى تحقيق مطالبكم بإسقاط الحكومة ومن ثم تغيير النظام؟ أم ترونها دعوة محبة وتآلف والعيش بسلام.
وهذا نص آخر من التحريض وعلى لسان ذات الخطيب في 23 يناير 2015، حيث يحرض المصلين على كراهية الدولة ويصفها بدولة ظالمة مستبدة، جثث القتلى فيها تملأ الشوارع، وإعدامات بدون محاكمات، وتفريغ القرى والمدن من أهلها، وكأنه يصف الحكومة الطائفية العراقية، فيقول: «منذ اندلاع ثورة 14 فبراير منذ 4 سنوات أرواحنا ليس لها حرمة وبيوتنا ليست لها حرمة شبابنا ونساؤنا يساقون إلى المعتقلات بتهم كيدية، وضع مأساوي يكابده هذا الشعب المظلوم»؟ بالله عليكم أليس هذا تحريضاً وفتنة، وذلك عندما تنتفخ صدور الشباب بالحقد الذي ينفسون عنه بإحراق رجال الأمن في مركباتهم وقطع الطريق على الناس؟ أم أن التحريض على الدولة وكراهية نظامها ورموزها لا يعتبر تحريضاً ويدخل ضمن أهداف الثورة.
نعم أعترف أنها ثورة.. والثورة لم تكن في أي بلد يوماً ما سلمية، ثورة من أجل تغيير الحكم الخليفي الذي عبر عنه نفس الخطيب بقوله «ليس من الإنصاف أن تصادر إرادة الشعب، وأن تدار شؤونه بإرادة غيره»، أي أنها دعوة تحريضية صريحة برفض سيادة الدولة على أرضها وشعبها.. نعم ليس هناك تحريض أكبر من هذا التحريض، وليس هناك أكبر من هذا الدعوة للكراهية حين تدعو هذه المنابر إلى الخروج على الدولة، فهذه المنابر هي الحواضن الأولى المربية للإرهاب.
هذا الإرهاب الذي يهدد سيادة ومستقبل حكمها الخليفي، وذلك عندما نتمعن في قراءة ما جاء على لسان هذا الخطيب «إن لنا حقاً فإن أعطيناه وإلا ركبنا أعجاز الإبل وإن طال السرى»، وما هذه العمليات الإرهابية التفجيرية والدعوة إلى تبديل الحكم الا تحقيق لهذا القول، نعم فهم ركبوا أعجاز الإبل.. وما يدعونها من سلمية ومن دعوتهم إلى تغيير المناهج التعليمية ووقف التحريض على المنابر، إلا كما يقول المثل العربي «رمتني بدائها وانسلت».
وليعرف هذا الخطيب والجميع أن الدولة ستظل باقية رغم أنفه وأنوف الحاقدين على الدولة، وأنها قادرة بحول الله وقوته على القضاء على الإرهاب الداعشي والصفوي معاً، قادرة بتكاتف الشعب والتفافه حول حكومته ودولته، قادرة لأن البحرين فيها رجال لن يسمحوا أبداً أن يكون مكان للإرهاب في أرضهم بأي اسم وبأي ملة وبأي مذهب.