في رمضان العام الماضي طرحت كتاب «كلمة أخيرة» وهو كتاب توثيقي لمرحلة من مراحل التاريخ البحريني الحديث يجمع بين طياته مجموعة المقالات التي كتبتها حول الأزمة الأخيرة، وأعلنت حينها أن ريع الكتاب سيخصص لدعم أسر شهداء الواجب، وعليه فحق لمن اشترى الكتاب من مؤسسات أومن أفراد أن يعلم ويتحقق من توصيل الأمانة التي حملني إياها إلى أصحابها، وهذا كان السبب الوحيد للإعلان عن تسليم ما تم جمعه من ريع بيع الكتاب لأسر شهداء الواجب.
لزم التنويه لذلك والتنويه أيضاً أنني لم أكن في هذا العمل سوى وسيط بين الداعم وأسر شهداء الواجب فالشكر واجب لكل من دعم هذا العمل الذي ليس لي فيه فضل، بدءاً من الأخ علي الرميحي وكان حينها رئيساً للهيئة ووكيلاً لوزارة الإعلام فقد أمر بطباعة الكتاب دون تردد على نفقة الوزارة بل وطبع النسخة الثانية التي نفذت هي الأخرى من الأسواق، والشكر موصول لجريدة الوطن التي تنازلت عن حصتها في توزيع الكتاب، ثم الشكر لجميع من اشترى الكتاب سواء كان من المؤسسات الرسمية التي اشترت الكتاب بعد ذلك وعلى رأسها وزارة الداخلية ووزارة التربية ومجلس الوزراء، والشكر لكل من تعنى واشترى الكتاب من المكتبات وقد نفذت منها الكتب وتصدر قائمة أفضل المبيعات في أكثر من مكتبة، هؤلاء هم من جمعوا مبلغاً بلغت قيمته 11 ألف دينار واقتصر دوري على الوساطة بين هذه الجهات الداعمة وبين الأسر.
يبقى ما هو أهم من الدعم المالي وهو الهدف الأساس من هذا العمل، وهذا ما حرصت على أن يصل إلى أسر الشهداء، يبقى أن نقول لأمهات وزوجات وآباء وأبناء وأخوات هؤلاء الأربعة عشر شهيداً بأننا شعب البحرين لم ولن ننساكم وأننا ندين لدماء أبنائكم التي سالت على هذه الأرض من بعد الله سبحانه وتعالى بالفضل والامتنان، فهم من بعد الله من جعل أيامنا حتى الآن تسيرعادية ننام فيها في بيوتنا ونسير في شوارعنا نقضي حوائجنا وصباحاً نذهب إلى أعمالنا والمسؤولين يؤدون واجباتهم والنظام السياسي قائم فعال يسير كما صوتنا عليه في ميثاقنا الوطني، من استشهد منهم استشهد لينعم شعب البحرين بما ينعم به الآن من أمن وأمان وسلامة، لذا فمهما قدمنا فلن يكون بحجم تضحياتهم.
أربع عشرة روحاً أزهقت وقيل عنهم إنهم دمى ليسوا بشراً، وقيل وإن كانوا بشراً فهم بشر من الدرجة الثانية لأنهم ليسوا أصليين فإن ماتوا لن يذكرهم أحد أربع عشرة أسرة ما كانت لتفقد أي من أبنائها لوكانت السلمية فعلاً لا قولاً، مجموعة الأيتام والأرامل التي التقيتها والأمهات الثكلى والآباء المكلومين بفقدان شباب في عمر الورود ما كانوا ليخسروا من يحبون لو أن الحراك كان سلمياً كما يدعون، أربعة عشر ماتوا دهساً وتفجيراً وحرقاً ماتوا غدراً بكمائن نصبت لهم وبإعداد لمسرح الجريمة يسبق الغدر بهم.
أردنا أن نقول لهم إن تضحياتكم مقدرة عند شعب البحرين وإننا لن ننساكم نقولها ونحن ننعم بالأمن والأمان نقولها وشعب البحرين انتصر على المؤامرة التي حيكت ضده نقولها وقد ثبتنا ميثاقنا ودستورنا ومؤسساتنا وقانوننا نقولها وقد ثبتنا دعائم الدولة التي أرادوا إسقاطها ورفعوا أيديهم تحت شعارها «باقون حتى يسقط النظام».
احفظوهم فقد قتلوا من أجل حفظ أبنائكم وعيالكم وبيوتكم وسلامتكم وأمنكم ودولتكم، لم يهربوا من الميدان لم يتقاعسوا عن أداء واجبهم وهم يواجهون الموت لم يتمارضوا أوينافقوا أو يبحث أي منهم عن عذر، التزموا بواجبهم وهم يعلمون ما الذي يواجهونه، ودع كل منهم أمه أو زوجته أوأطفاله وخرج ليؤدي الأمانة وأداها واستشهد في سبيلها، لم يعد لهم، وعدنا نحن لبيوتنا، خرجوا مدافعين عن شرف وعزة وكرامة هذا الوطن واستشهدوا في سبيل ذلك
احفظوهم.
أحمد أحمد راشد المريسي
كاشف منظور رمضان
عمران أحمد محمد
محمد عاصف خان
عامر عبدالخالد
عبد الوحيد سيد محمد
محمد أرسلان أعوان
محمد فاروق عبدالصمد
عمار عبدالرحمن علي
غلام مصطفى أحمد
محمود فريد
ياسر خان الذيب
طارق محمد الشحي
علي محمد زريقات
أربع عشرة أسرة تبكي اليوم خسارتها لتنعم بقية الأسرالبحرينية بأمانها، لن ننساكم ولا ينساكم أو يدعو لنسيانكم إلا خسيس لا يملك ذرة من أصالة أو من إنسانية.