تابعنا ما كتب في بعض الملاحق الرياضية المحلية قبل يومين عن نية المدرب الأرجنتيني باتيستا للرحيل بسبب اختلافات في وجهات النظر مع مسؤولي اتحاد كرة القدم كما جاء في تلك الأخبار، بينما جاء تصريح المدرب ذاته يوم أمس مخالفاً لتلك الأخبار حين أعرب عن ارتياحه من العمل مع اتحاد الكرة نافياً نية الرحيل، ومؤكداً بأن كل ما تم من تعيينات في الأجهزة الفنية والاستشارية كانت وفق رغبته وأنه يخطط للعمل على مدى سنتين هي مدة العقد الذي يربطه مع الاتحاد!
الرجل استغرب مثل هذه الشائعات السلبية من الإعلام المحلي في مثل هذا التوقيت وهو محق فيما ذهب إليه على اعتبار أن مهمة الإعلام المحلي تستوجب دعم المنتخب الوطني كما تستوجب توخي الدقة في الطرح والحرص على الحصول على الأخبار من مصادرها الرسمية.
لقد أشرت في عمود سابق إلى جدية اتحاد الكرة في مسألة الاستقرار الفني بحسب ما أكده لي رئيس الاتحاد الأخ الشيخ علي بن خليفة آل خليفة بعد التعاقد مع المدرب العالمي باتيستا، وهو الأمر ذاته الذي صرح به الأرجنتيني يوم أمس حين أشار إلى أنه يعمل على وضع خططه للسنتين القادمتين.
إن حرص اتحاد الكرة على ضم خامات كروية وطنية من ذوي الخبرة الكروية في الأجهزة الاستشارية والفنية والإدارية من أمثال الدكتور عبدالرحمن سيار وفؤاد بوشقر وخليل شويعر ومحمود فخرو وعارف عبدالرزاق يعد مكسباً للمنتخبات الوطنية وللكرة البحرينية بشكل عام وينم عن خطوات جدية باتجاه الاستقرار الفني والإداري.
كل ما نحتاجه اليوم هو أن ندفع جميعاً بهذا الاتجاه لإعادة الهيبة إلى الكرة البحرينية على الساحة الخليجية والآسيوية وألا نستسلم لعواطفنا وميولنا الشخصية ورغباتنا وأهوائنا في إطلاق الأحكام، خصوصاً أننا نعلم تماماً بأن منتخبنا الحالي يحتاج إلى الكثير من العمل للوصول إلى مرحلة المنافسة الجادة على التأهل إلى الأدوار المتقدمة من التصفيات المونديالية وهذه حقيقة سبق أن أشرت إليها في عمود سابق، ولذلك فإن المنطق يفرض علينا أن نتعامل مع هذا الوضع بواقعية لا تخدش مهنيتنا ولا تسيء إلى سمعة إعلامنا الرياضي!