ماذا تتوقعون رد فعل الحكومة الإيرانية على صحيفة محلية إيرانية تطالب حكومتها بموقفها تجاه البحرين كدولة جارة وصديقة بينها علاقات دبلوماسية وتجارية، وذلك بعد إعلان الشورى الإيراني: «البحرين المحافظة 14 لإيران وحقنا أن نضمها»، حيث قال النائب حسين علي شهرباري، ممثل أهالي مدينة زاهدان، مخاطباً رئيس المجلس: «إن البحرين كانت المحافظة 14 في إيران، وإن البحرين من حق إيران وليس السعودية، ويجب التصدي للدسائس....، ونتوقع من مسؤولي السياسة الخارجية متابعة هذا الموضوع بشكل جاد».
بالتأكيد لن يتسنى لهذه الصحيفة أن توزع عددها، وذلك بعدما ينزل الحرس الثوري الإيراني محاصراً الصحيفة بطاقمها، ويصادرهم إلى جهة غير معلومة قد لا يعرف أثرهم حتى بعد 1000 عام، ليس إيران فقط بل أي دولة في العالم لن تقبل أن تكون صحيفة محلية تطلب من دولتها بأن تحدد موقفها تجاه دولة تدعم مؤامرة انقلابية ضدها.
ولكن في البحرين الأمور تختلف، وذلك حين تعلن صحيفة محلية برئاستها وصحفيها وكتابها معاداتهم للدولة، نعم إنهم يعلنونها بكل صراحة، وها هي هذه الصحيفة اليوم تطالب الدولة بإعلان موقفها تجاه إيران، على حد زعمها، أن نواباً بحرينيين يدعمون المعارضة الإيرانية، ولكن ما هي ردة فعل الدولة تجاه هذه الإعلان عن الدفاع عن إيران والخوف على حكومتها وأمنها واستقرارها، في المقابل تدعم هذه الصحيفة المؤامرة الانقلابية في البحرين؟ لن تكون هناك أي ردة فعل أبداً، ستستمر الصحيفة.
ونذكر هنا بعض مما قاله «خامنئي» عن المؤامرة الانقلابية في البحرين، ومنه: «قضية البحرين لا تختلف عن قضية مصر وتونس وليبيا، إنه شعب تحكمه حكومة تتجاهل حقوقه، إنها حركة الشعوب بشعارت إسلامية وحسب الوعد الإلهي فإن هذه الحركة ستنتصر يقيناً وبلا شك، ولا يمكن لشعب إيران ولا للمسؤولين الإيرانيين ولا للحكومة الإيرانية ولا للنخب السياسية فيها أن يبقوا متفرجين في هذا الصراع الظالم.. نعم نتدخل، ولم نخف أبداً من عبوس القوى الورقية، والحق مع الشعب البحريني»، إنه اعتراف من طهران بدعمها من مرشدها للمؤامرة الانقلابية على الحكم الخليفي في البحرين.. فأين تساؤل هذه الصحافة عن هذا التدخل، أم أنها ترحب بهذا التدخل وتسعى له.
ونعود إلى مسألة الاتصال بالمنظمات بشكل عام؛ ونقول من الذي يتصل بالمنظمات الأجنبية التي تدعم المؤامرة الانقلابية في البحرين؟ ومن الذي له علاقات مباشرة مع حزب الله اللبناني والحكومة الإيرانية والحكومة العراقية وهي جهات أعلنت ولا زالت تعلن موقفها العدائي للبحرين وتدعم المؤامرة الانقلابية المسلحة في البحرين، كما تستقبل قادة المؤامرة علنياً، كما يلتقي هؤلاء القادة والصحافيون منهم بسفراء الدول الأجنبية في البحرين للتحريض والحصول على الدعم للوصول إلى سدة الحكم، ولذلك كانت دائماً دعوتهم إلى إسقاط الحكومة الحالية تمهيداً لوصولهم للحكم المطلق، كما حدث في العراق.
إن محاولة الإيقاع بين الدولة وبين أبنائها المخلصين هي سياسة اتبعتها هذه الصحيفة وقادة المؤامرة، خاصة أن هذه الصحيفة تحاول استغلال الوضع الأمني في الخليج والتفجيرات الإرهابية في الكويت والسعودية التي نفذتها منظمة «داعش» الإرهابية، وتحريض الدولة على الشخصيات البارزة الذين تصدوا للمؤامرة الانقلابية، وما هذا الادعاء بزعم أن نواباً التقوا بمنظمة «خلق»، إلا جزء من الخطة الخمسينية الخمينية ومنها شقان؛ شق تحريض رجال الدين السنة على الدولة وتوزيع المنشورات باسمهم ووقوع أعمال مريبة، ثم تحريض الدولة عليهم، ومن ثم إثارة أهل السنة على الحكومات حتى تقمع تلك الحكومات أهل السنة فيتحقق لهم سوء ظن الحكام بكل المتدينين من أهل السنة وكل أنشطتهم، ونمو الحقد والعداء بين الطرفين، ضياع مكان أهل السنة، إحجام الحكام عن المساعدة في نشر الدين، حيث استطاعت إيران توظيف التنظيمات الإرهابية التي هاجمت دول الخليج حين استطاعت أن توظف هذه المنظمات الإرهابية لإلصاق الإرهاب بأهل السنة، ثم السعي إلى ربطه بالحركات الإسلامية الوطنية الموالية للدولة، حيث تعتبر إيران الإسلاميين الموالين للدولة هم الحائل في نجاح الانقلاب الذي يقوده عملاء إيران، ولذلك نرى الإعلام الصفوي يحاول تأليب الدولة وتحريضها على هذه الشخصيات ومنهم النواب الذين أيدوا الشرعية وانخرطوا في مؤسسات الدولة، وسخروا إمكانيات جمعياتهم وشعبيتهم لخدمة الدولة، واستطاعوا أن يفشلوا المؤامرة الوفاقية التي كانت تعتمد في نجاحها على تصفير صناديق الانتخابات.
ولكن الله يكشف يفضح المجرمين على لسانهم، وما مطالبة هذه الصحيفة بتحديد موقف الدولة من إيران إلا دليل يثبت ولاء هذه الصحيفة وقادة المؤامرة لإيران، التي اعترفت هي الأخيرة بدعمها من مرجعيتها وحكومتها حتى شعبها للمؤامرة الإنقلابية في البحرين، وهنا نسأل بعدها من المفروض أن يحاكم ويحاسب، هل من انتصر للبحرين أو من انتصر وينتصر لإيران.