بأبيات من شعر المتنبي نبدأ الحديث عن المواقف الخالدة لصاحب السمو الملكي الأميرخليفة بن سلمان رئيس الوزراء:
الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس حرة بلغت من العلياء كل مكان
كاد الاقتتال الطائفي أن يشتعل في تلك الأيام السوداء التي لم يعرف لها تاريخ البحرين مثيلاً.. نعم كادت .. وهي نتيجة حتمية عندما تكون هناك مؤامرة طائفية قادها عملاء إيران في البحرين .. فما كان من هذا الشعب إلا أن هب للدفاع عن دينه وأرضه وعروبته مؤيداً لحكامه مناصراً لهم واقفاً سداً منيعاً في وجه المؤامرة، إنها صفات الشرفاء الصادقين الذين عاهدوا الله على بيعتهم لولاة أمورهم.. هذه الأيام بالطبع لن تنسى، ولن يستطيع أحد محيها من ذاكرتنا، فلم تكن مظاهرة واحتجاجاً، بل كانت مؤامرة مسلحة مدعومة بسفن حربية إيرانية ترسو في مياه الخليج .. فإذا بالفارس يترجل ليمسك هذه النفوس التي كادت أن تفلت من عقالها .. نعم إنهم ينتظرون الانفلات الأمني ليكون في صالح المؤامرة.
ولكن يقظة سموه وخوفه على البحرين .. جعلته ينزل إلى الساحات الشعبية كي ينزع فتيل هذه الفتنة .. فإذا به يمسح بيده على قلوب المواطنين المفجوعة ليطفئ ثورة الغضب .. ويهدئ من فجيعتهم .. إنه الشعب الذي نصت وأذعن إلى دعوة خليفة بن سلمان بالتروي والصبر عندما ثارت حمية أهل البحرين من الرفاع إلى المحرق للذهاب إلى الدوار، حين حاولت المليشيات الصفوية الدخول إلى المحرق لاستفزازهم، ومن هذه الاستفزازات اعتداء المليشيات الصفوية على فتاة المحرق في داخل سيارتها وأحاطوها من كل صوب، هذه الفتنة وغيرها من الفتن المتعمدة وما حصل في جامعة البحرين من اعتداءات مسلحة من قبل المليشيات نفسها على الطلبة والطالبات، واحتلال مستشفى السلمانية، وكل ذلك لجر الشعب إلى المواجهة حتى يتحقق النجاح للمؤامرة ويتحول الحكم فيها إلى حكم صفوي مثله مثل العراق.
«إن الأخطار المحدقة بنا محلية التنفيذ بدوافع خارجية، ولن نلتفت في معالجة أمورنا في حفظ الأمن إلا لأحكام الدستور وحرية التعبير والقانون ومبادىء حقوق الإنسان وصون الحريات وإرادة المواطنين»، كلمات وجهها سموه في زيارته المفاجئة كعادته لوزارة الداخلية في سبتمبر 2013، للتأكد والمتابعة الميدانية من تحقيق توصيات المجلس الوطني بحماية المجتمع من الإرهاب، إنها الزيارات الميدانية التي لم تتوقف ساعة منذ تاريخ اندلاع المؤامرة، زيارات لم يحتجْ فيها إلى مواكب رسمية ولا هالة إعلامية .. فقط يقرر وينزل في ساعتها .. فتوهج قلب سموه من غيرته وخوفه على أمن وأستقرار البحرين كان شغله الشاغل، الذي لم يثنيه ملذات عيش أو رحلة علاج.
إنها الحاجة الملحة للتذكير بأن تلك الأصوات التي دوت في سماء البحرين في تلك الليلة المباركة في الفاتح .. هتاف ترورقت منه الدموع في المآقي .. حين ردد أهل الفاتح بصوت واحد «الشعب يريد خليفة بن سلمان»، نعم .. إنها مؤامرة كانت للإطاحة بالحكومة التي يمثلها «خليفة بن سلمان» الذي يحاول قادة المؤامرة الإرهابية والجهات الأجنبية المتعاونة معهم لزحزحته عن السلطة التي هي مفتاح الاستيلاء على مؤسسات الدولة ومقدراتها حتى ينفذ منها العدو ويستلم سدة الحكم فيها التي لن يكتفي ساعتها بكرسي الحكومة.
نعم .. نتذكر وسنظل نتذكر مواقف خالدة ستكون عنوان العزة والفخر في صفحات التاريخ المضيئة للبحرين، إنه خليفة بن سلمان الذي حال دون تحقيق النجاح للمؤامرة الصفوية على البحرين، عندما نزل الساحات الشعبية التي فجع أهلها بالمؤامرة القذرة التي قادها عملاء إيران ذوي الأصول غير المعلومة في التاريخ.. إنهم أحفاد ابن العلقمي .. الذين يسعون بالإطاحة بالحكم الخليفي ولا زالوا يسعون بشتى الحيل والمؤامرات وبمؤتمرات وندوات وجمعيات ظاهرها حق وباطنها إطاحة بالحكم .. إنهم يريدون أن تذعن الدولة لمشوراتهم وآرائهم حتى تصبح البحرين كاليمن حين استسلمت حكومته للحوثيين الذين استغلوا ضعفها وهشاشتها، فسلمت الدولة زمامها إلى المستشاريين الفاسدين والمنافقين الذين تغلغوا في المؤسسات الأمنية والعسكرية وجميع مفاصل الدولة .. حتى كاد العلم الإيراني أن يرفع على أرض صنعاء لولا عاصفة الحزم المباركة التي حفظت اليمن من الضياع والسقوط في يد طهران.
وبأبيات الشاعر المتنبي كذلك نختم الحديث عن شجاعة فارس الميدان خليفة بن سلمان:

لاقوك ليثاً لدى الهيجاء يؤنسه
صبر إذا خانت الأيام لم يخن
مستبسلاً تلبس الأبطال جرأته
على المنون رداء الثكل والجبن