تحويل المعركة من معركة مع إرهاب قائم إلى معركة مع إرهاب محتمل هو فخ نصب للسلطة، ونجحت الحواضن السياسية والإعلامية للإرهاب القائم في جرها له.تبذل هذه الحواضن جهدها لجذب الاهتمام الدولي للبحرين كحاضنة للتنظيم الداعشي، وتسخر كل جهدها خبراً ومقالاً وصورة وتقريراً و.. و.. و.. للحديث عن الإرهاب الداعشي، هناك «ماكنة» تعمل ليل نهار للترويج لهذه الصورة، وبأن هناك انتشاراً واسعاً وحاضنة اجتماعية ورعاية رسمية للفكر التفكيري، هذا الاهتمام والتركيز ليس للاستهلاك المحلي؛ إنه للاستهلاك الخارجي، ومع الأسف نجح في إقناع السلطة في الانجرار له ورعايته رسمياً من أجل تبرئة ذمتها ونفي الاتهامات عنها، الحاضنة السياسية والإعلامية وضعت فخاً وقعت فيه السلطة لتنقل الاهتمام من إرهاب قائم إلى إرهاب محتمل.إنها حققت هدفين بحجر واحد؛ صرف الاهتمام عن الإرهاب القائم، ووضع البحرين على خارطة الاهتمام الدولي بمحاربة داعش.نحن لا نأمل من هذه الحواضن أن تعود لرشدها أو تتخلى عن مشروعها، لن ننتظر منها أن تسخر وسائلها المشروعة تحت مظلة القانون والدستور البحريني لحماية هذا القانون وهذا الدستور، لن نتوقع منها إدانة الإرهاب المدعوم إيرانياً، ولا يمكن أن نراها وقد سلطت الضوء على انتشار الأفكار المتطرفة في القرى وكيف استولت جماعة الولي الإيراني على النفوذ في هذه القرى البسيطة المسالمة، وكيف طردت أئمة مساجدها ومآتمها بالعنف والإرهاب وهم شيعة مثلهم وثبتت رجالها، فهذه الحاضنات جزء من المشروع لذات الجماعة.إنما نأمل أن تنتبه الدولة لهذا النسيج الذي يغزل لها ببطء حتى على المستوى الدولي، نأمل أن تنتبه إلى الصورة التي يراد لها أن تروج وتنتشر عن البحرين، نأمل أن تنتبه إلى ربط كل الخيوط ووضع قطع «البازل» بنفسها وتستبق الحدث قبل أن تفاجأ بأنها هي من لف الخيوط على عنقها بنفسه.الانجرار لفخ «نفي التهمة» الذي وقعت به السلطة لا ينفيها بالضرورة بقدر ما يثبتها، تلك لعبة نفسية معروفة، تشديد الضغط على المتهم البريء يجعله أحياناً يقبل التهمة ويسعى لمعالجتها وهو منها براء، فقط لتخفيف الضغط عليه، وتلك المبالغة الرسمية في الاحتفاء بمحاربة الفكر الداعشي رغم أنه فكر منبوذ ومرفوض اجتماعياً وليست له أرضية ولا حاضنة شعبية في البحرين، تثبت التهمة ولا تنفيها عن السلطة.الوجود الداعشي في البحرين لا يزيد عن بضعة أفراد منبوذين اجتماعياً قبل أن يكونوا مطلوبين أمنياً، والنهج التكفيري لا يجد له حاضنة اجتماعية في المجتمع البحريني، تلك حقائق يعرفها جيداً من سخر صحيفته من الصفحة الأولى للأخيرة لإثبات العكس، ويعيها جيداً من يروج للعكس وواثق مائة بالمائة بأن ما يسوقه غير صحيح ويقصد عامداً متعمداً، ومع سبق الإصرار والترصد، إلى خلق واقع وصناعة خبر لا نقله.الأخطر أن الشبكة الإعلامية التي تريد أن تضع البحرين على خارطة الاهتمام الدولي كدولة راعية للإرهاب لا تقتصر على الحواضن البحرينية الإعلامية والسياسية؛ بل لها خيوط تمتد إلى الكويت ولبنان وبريطانيا بوسائل إعلامية ملاكها ينتمون لذات الشبكة البحرينية، الحملات التي تدار متزامنة، الأخبار التي تفبرك وتروج، والأخبار التي تصنع وتسوق ليست عشوائية ولا متناثرة، إنها ذات الشبكة التي دعمت الإرهاب المدعوم إيرانياً والقائم حالياً، تريد أن تحول الأنظار لإرهاب محتمل، هذه مدرسة ونهج إعلامي معروف، واسألوا اللوبي الصهيوني وكيف يستخدم هذه المدرسة في الإعلام الأمريكي.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90