المحرق؛ هذا الاسم الذي بمجرد أن تنطقه يغنيك عن السرد وعن ذكر التفاصيل.
حينما تقول المحرق، فإنك تتحدث عن البحرين، عن التاريخ والأصالة والعراقة، ومع كل التقدير والاحترام الشديد لمناطق ومدن وقرى البحرين العريقة الأخرى، فإن المحرق تبقى قصة متميزة متفردة، لها في قلب كل بحريني وطني أصيل مكانة، لها في تاريخ النضال الوطني ضد الاستعمار سطور من ذهب، وشخصيات نترحم عليها.
المحرق يزيد ألقها بأهلها ومواقفهم الوطنية، ويلمع نجمها ويسطع حينما يكون لها مكانتها العالية لدى قادة البلاد، وتوج اسمها وزاد من مكانتها العالية الزيارة السامية لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، وكلامه الكبير وتعاطيه السريع مع الخطاب المحرقي الذي ترجم مشاعر أهالي المحرق تجاه جلالته، في احتفالية مميزة احتضنها نادي المحرق العريق.
فرحة أهالي المحرق كبيرة بزيارة جلالة الملك، بزيارة رمز البلد الأول، والذي بادل أهلها حسن الضيافة بسمو أخلاقه وكرمه وتعاطيه مع مطالبهم واحتياجاتهم، وهذا ديدن ملكنا الشهم مع شعبه المخلص صاحب المبادرات والمواقف الوطنية، ومن أفضل من أهل المحرق في تجسيد الحب والولاء للوطن.
يحسب للمحرق أن جلالة الملك هو الذي زارها، لم يطلب من أهل المحرق أن يتوجهوا إليه في قصره، وهو الأمر الذي لو دعا له جلالته، لما تردد أهالي المحرق عن تلبيته ولوصلوه لأي مكان كان فيه بأعداد لا نهاية لها، ولا نبالغ، فكما قلنا هذه المحرق، وما أدراكم ما المحرق، من لم يعش فيها يتمنى أن يعيش فيها، ومن عاش فيها يصعب عليه فراقها، ومن فارقها حنينها في قلبه لا يغيب.
جلالته خص المحرق بمقدمه، هو الذي ذهب لها، كرمها بمقدمه، وبطلته وابتسامته واحتضانه لأهلها، أحال ليلها إلى عرس وفرح، وفي المقابل وهو أقل ما تقدمه المدينة العريقة لجلالته أسمعته أبيات شعر جزلة ومواويل رائعة، وفي نادي المحرق واجهة الرياضة البحرينية وقلعة البطولات، ولم تختتم الليلة إلا وجلالة الملك يتوج المحرق ورمزها الرياضي الأول بإعلانه رئيساً فخرياً لنادي المحرق، في صورة متناغمة متجانسة، فملك الإنجازات والإصلاحات والخطوات الجريئة رئيس فخري لشيخ الأندية البحرينية في البطولات والإنجازات وتمثيل المملكة خارجياً.
ليلة يصعب وصفها بوصف لا ينقصها حقها، لكن يكفي القول بأنها ليلة شهدت تشريف حمد بن عيسى ملك القلوب لمحرق الشموخ والعراقة.
الله يديم هذا الحب والتواصل والترابط بين القائد وشعبه، ويعزز الوطنية والولاء في قلب كل مواطن مخلص، وفي أرجاء كل مدن البحرين وقراها.
وختاماً شكراً للمحرق ورجالاتها، شكراً لنادي المحرق العريق ورجالاته وأعضاء الشرف، وكل من رسخ اسم المحرق في العقول والقلوب، شكراً للمحرق التي هي مهد قلوب قادة البلاد على امتداد العقود، شكراً لأنها خاطفة لمحبة ملكنا العزيز حمد بن عيسى ولأنها نبض رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله رمز الثبات، ولأنها في قلب كل محب للبحرين.
- اتجاه معاكس..
في تلك الليلة الرائعة، وعلى أرض المحرق الخالدة، وفي نادي المحرق العريق، تشرفت شخصياً بتسليم رسالة الماجستير الخاصة بي لجلالة الملك، ويا له من شرف، وزادني الشرف حينما أثنى جلالته على إنجازي لها بامتياز، وأنها مميزة أكثر لأنها تتحدث عن البحرين، وبالفعل من أغلى من البحرين، فشكراً لك يا بوسلمان، حفظك الله للبحرين، وحفظ بك البحرين وشعبها المخلص.