رحم الله أمير المواقف الحنون الحازم
«إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى»؛ بهذه الكلمات نعزي أهلنا في المملكة العربية السعودية ونعزي الأمة العربية والإسلامية ونعزي أنفسنا في مملكة البحرين بوفاة المغفور له بإذن الله الأمير سعود الفيصل، سائلين المولى عز وجل أن يسكنه الفردوس الأعلى، فكل التعابير وكل الكلمات لن توفي حقه، فقد ترك الأمير سعود الفيصل إنجازات ومواقف عظيمة، فهو أمير المواقف الحنون الحازم ذو النظرة والخبرة الصائبة.
مملكة البحرين لن تنسى مواقفه ووقفاته الثابتة التاريخية معها، وإسهامه في حل الأزمات التي توالت على مملكة البحرين، خصوصاً في 2011 والمؤامرة الكبرى على البحرين، فهذا الشبل من ذاك الأسد، الملك فيصل بن عبدالعزيز، فقد ورث سعود الفيصل الحنكة والشجاعة والمواقف العظيمة البطولية من والده، فجميعنا يعرف من هو الملك فيصل رحمه الله، الذي هز العروش وأسكت الأفواه بحنكته وجرأته الشجاعة عندما هددت بعض الدول أمن الدول العربية، وقد تولى الأمير الراحل مهام الخارجية السعودية بنفس قوة وثبات أبيه الفيصل، رحم الله الملك عبدالعزيز آل سعود وأبناءه وأحفاده جميعهم -من هم تحت التراب- وأسكنهم فسيح جناته.
الصلاة الموحدة في مملكة البحرين
ما زلت أجهل الحكمة من الصلاة التي تجمع الطائفتين في البحرين -السنية والشيعية- المرة الأولى في مسجد شيعي والمرة الثانية في مسجد سني، وأجهل الرسالة الحقيقية التي وجهت من خلال هذه الصلاة، فعندما يسعى البعض لتطبيق نسخة الدول الأخرى للصلاة الموحدة، أحسبها لا تجدي ولا تنفع، لأن ما يجري في البحرين ليس طائفياً كما يحاول أن يخلقه البعض وإنما صراع سياسي، فالعلاقات السنية الشيعية لله الحمد علاقة أخوية متينة، فأهل البحرين لا يحتاجون إلى صلاة موحدة وإنما يحتاجون إلى أن يكف أولئك الذين يحاولون أن يصطادوا في الماء العكر، ويكفوا عن محاولتهم في بث روح الطائفية بين الشعب الواحد، فإذا كانت جماعة الدواعش تقصد المساجد الشيعية في دول الخليج، هم أيضاً يكفرون أهل السنه، وأهل السنة براء من عملهم الإجرامي.
وهل هذا يعني بأن الميليشيات الإرهابية في مملكة البحرين التي ترهب الناس ليل نهار في الشوارع والطرقات ويتصيدون رجال الأمن هم يمثلون جميع شيعة البحرين، أظن «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، فمن الجنون أن تتحزب طائفة إلى الإرهاب أياً كانت مسمياتهم، عموماً لم يكن الحشد من الأطراف كبيرة في المرة الأولى ولا الثانية، وأعتقد بأن هناك من يحاول أن يظهر فيها إعلامياً « شو»، بس مرة ثانية حسبوها عدل وما له داعي تظهرون على حساب طوائفنا، فاحنا متصالحين من زمان، فإن كان «لزم» من مبادرات لصلاة موحدة فأرض العراق وإيران أكثر الدول التي تزهق فيها أرواح السنة وتهدم مساجدهم، فما سمعنا من شيعة إيران والعراق لصلاة موحدة هناك، رحم الله المسلمين في كل بقاع الأرض بجميع طوائفهم.
متى ستصدر مواهب الفنان خليل الرميثي للخارج؟
الفنان خليل الرميثي، فنان موهوب من الدرجة الأولى يتقن ويتفنن في الأدوار الكوميدية، وأحسبه يجيد جميع الأدوار، وكثيراً ما أود أن تتبنى الجهات المعنية موهبة الفنان خليل الرميثي من أجل صقلها، فهو قادر على أن يصل إلى مستوى الفنانين الخليجيين والعرب الذين وضعوا بصمة تاريخية في عالم الفن، أستغرب عندما تكون لدينا كل هذه الطاقات الفنية ولا تأخذ دورها في الساحة البحرينية، وكأن الفن البحريني مقتصر على أيام من شهر رمضان فقط.
أستغرب من بعض الناس الذين يغضبون من فنانة خليجية، نشأت في مملكة البحرين، ودائماً يهاجمونها، ترى هذه الفنانة لم تعتنِ بها مملكة البحرين فنياً ولم تحاول أن تصقل مواهبها وصوتها، ولم تساعدها كما تفعل بعض الدول في تبني المواهب الفنية، ولكن عندما رجعت إلى موطنها الأصلي اشتهرت هناك في بلادها وليس في البحرين، ولو ظلت هذه الفنانة في البحرين لما عرفت الدول العربية من تكون ولما سمعنا صوتها القوي.
هذه الفنانة أنموذج للإهمال الذي يصادفه الفنان في وطنه أو الوطن الذي نشأ فيه، وخليل الرميثي مثال آخر للفن الضائع في وطن لا يقدر جهود البحرينيين، فماذا تنتظر الجهات المعنية، هجرة هذا الفنان أم طمس مواهبه؟!
مملكة البحرين كانت دائماً سباقة في جميع المجالات، ولكنها أصبحت اليوم سباقه في دثر المواهب الراقية، ليس في مجال الفن فحسب وإنما في جميع المجالات.