حديث صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر دائماً ما يكون صريحاً ومباشراً يلامس هموم وقضايا المواطنين في مختلف مناحي حياتهم، ويتفاعل سموه مع أية مشاكل يطرحها أي مواطن ويعمل على سرعة الاستجابة لها، وهذا هو ديدنه في تلمس احتياجات الشعب ومد يد العون والمساعدة للجميع وحرصه على الالتقاء بمختلف فئات المجتمع والحديث بانفتاح عن كل ما يهم الوطن والمواطنين يعكس ما يتمتع به سموه من رؤية قيادية ثاقبة وخبرات طويلة في العمل العام.
وما الأمر الذي أصدره سموه مؤخراً بوقف تنفيذ القرار الخاص برفع الدعم عن اللحوم لمدة شهر آخر لإعطاء الفرصة لمزيد من البحث ودراسة كيفية تطبيق القرار بما يحقق العدالة ويحفظ المكتسبات للمواطنين، يؤكد مدى حرصه واهتمامه على أهمية أن تكون جميع القرارات الحكومية مدروسة وملبية للهدف منها، هذا القرار بلاشك سيتيح المجال لمزيد من التوافق بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية فيما يتعلق بالآلية المناسبة لإعادة توجيه الدعم الحكومي بحيث لا يتضرر المواطنون من أية قرارات يتم اتخاذها، وقد لاقى هذا القرار ارتياحاً لدى الشعب الذي يتطلع حقيقة لإلغاء رفع الدعم عن السلع المدعومة من الحكومة أو التعويض المادي المجزي في حال التوجه والاستمرار في القرار.
أتذكر وأنا حاضر لمجلس سمو رئيس الوزراء قال «لا أريد أن يأتي أحد ويقول إن كل شيء بخير والأمور طيبة في البلد ولا ينقصنا شيء»، وهذا يعني أن سموه يريد من المواطنين أن ينقلوا ما يعيشونه في حياتهم اليومية وما تواجههم من عوائق بالخدمات التي تقدمها الدولة بلاشك يعتريها القصور، فلا شيء كامل إلا وجهه سبحانه، وبالتالي فإن أي عمل كان لن يكون مكتملاً من كل الجوانب ولكن السعي للأفضل وتحسين تلك الخدمات هو ما يريده سمو رئيس الوزراء وما دعواته المتكررة للصحافة بأداء عملها الوطني في الكشف عن أي خلل يعتري الأداء الحكومي ليتم إصلاحه وتلافيه مستقبلاً.
حقيقة نقولها لكل مسؤول حكومي كائناً من كان وانطلاقاً من التوجيهات السديدة لسمو رئيس الوزراء للوزراء بأن يفتحوا أبوابهم وأن ينزلوا للمواطنين ويتلمسوا احتياجاتهم بعيداً عن البيروقراطية، فالوطن لا يحتمل أية مجاملات بل يريد المخلص الذي يعمل بجد واجتهاد لرفعة اسم البحرين عالياً، ونذكر كل مسؤول بقول سمو رئيس الوزراء حين أكد محاربة البيروقراطية بكافة صورها وأشكالها، فسموه دوماً ما يوجه الوزراء أو أي مسؤول لديه مسؤولياته في الجهاز الحكومي أن يعمل على تبسيط الإجراءات وفق الأنظمة والقوانين في سبيل تذليل العقبات التي قد تواجه المواطنين.
فكل ما تم ذكره لن يتحقق إلا من خلال سياسة الأبواب المفتوحة التي نسمع بها ولكن لا نراها لدى بعض المسؤولين في الحكومة، حيث نراه يعيش في برج عاجي بعيداً عن المواطنين بل ويغلق بابه ويصد المراجعين أو من لديه مشكلة من المفترض به كمسؤول نذر نفسه وأقسم بأن يكون مخلصاً لهذا الوطن وقيادته ولشعب البحرين، وبدلاً من ذلك يجب على الوزراء والمسؤولين بأن يبذلوا قصارى جهودهم في التواصل مع المواطنين للوقوف على أولوياتهم وحل مشكلاتهم، فرئيس الوزراء لن يقبل أن يتم تعطيل مصالح المواطنين تحت أي ذريعة أو تبرير.
- همسة..
نتمنى من كل مسؤول أن يبعد عن البيروقراطية المقيتة وأن يفتح بابه للكل دون استثناء، فالسعي في قضاء حوائج الناس من الأخلاق الإسلامية العالية الرفيعة التي حث عليها الإسلام، فهل يعي المسؤولون هذا الكلام؟!