كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجعلنا ممن عتق رقابهم من النار، وتقبلنا بقبول حسن، فقد كان صيامنا هذا العام فيه الكثير من الخير والتيسير برغم أن عدد ساعات الصيام بلغت 15 ساعة، إلا أننا لم نشعر بالصيام وتعبه، وهذا توفيق من الله عز وجل. وها نحن نعيش فرحة العيد أعاده الله علينا باليمن والمسرات، وكم نحن العرب بحاجة إلى أعياد كثيرة تدخل نفوسنا وتغسل همومنا وتوحد صفوفنا.
ومضى رمضان حاملاً معه سجل الصائم من صيام وقيام وعبادة وطاعة، تاركاً البعض يقلب كفيه على المصروفات والديون التي خلفها رمضان والعيد، وهذا حمل كبير ليس على المواطن البسيط فقط، وإنما حتى على المواطن ذي الدخل المتوسط، والمواطن الذي يعتمد دائماً على القروض ليعيش الحياة العادية والتي غالباً ما تكون قروضاً لشراء منزل الأحلام والسيارة وقروض التعليم الخاص في المدارس أو الجامعات، سواء أكانت هذه القروض له أو لأحد أبنائه. فالمواطن يعيش في دوامة المتطلبات بين شهر رمضان وعيد الفطر وبين متطلبات العام الدراسي الجديد وعيد الأضحى، يعني خمسة شهور يعيش المواطن في قلق دائم لتوفير متطلبات أسرته، فهو يسعى دائماً بأن يعيشهم عيشة كريمة أسوة بالدول المجاورة.
مملكة البحرين تعيش في حالة تقشف دائم.. طويل الأمد.. سواء ارتفع سعر البترول أو انخفض أو ارتفع الدين العام أم ظل كما هو، وسواء انتعش الاقتصاد في البلاد أو لم يكن، والمواطن لا ينال من ذلك غير ارتفاع الأسعار وتدني الرواتب، ولم يشهد المواطن العلاقة الطردية بين ارتفاع الأجور وارتفاع الأسعار، أو بين انتعاش الاقتصاد وارتفاع الأجور، أو بين ارتفاع الدين العام وارتفاع الأجور، كل تلك العلاقات تصبح عكسية، تنعكس سلباً على المواطن، فكل شيء يرتفع في البحرين ما عدا الرواتب، «محلك»، في سبات دائم لا تتأثر بالمتغيرات أبداً، والمصيبة في القادم، فالضرائب على الأبواب لا محالة في كل شيء، والله يعين المواطن «متشقق من كل مكان».
خيرات البحرين كثيرة، والبحريني لا يرى إلا الديون، فمازال البحريني ينتظر بأن يعيش الحياة الكريمة، «منزل يستمتع مع أسرته فيه، وتعليم جامعي مجاني، وعلاج فوري متى ما احتاجه، وأجور عالية تجعل المواطن يعيش في رفاهية مع أسرته»، فلماذا لا يعيش المواطن البحريني في رفاهية؟ لماذا لا يتعدى طموحه وأمنياته كاقتنائه منزلاً يعيش فيه بقية عمره؟ هذا حال البحريني عبر الأزمنة يرضى بالقليل في بلد يطلب من المواطن الكثير، وكأن المواطن هو من لديه العصا السحرية، رغم أن الدولة هي من لديها ذلك، فيا ليت تستخدم الحكومة هذه العصا السحرية لمضاعفة الأجور والرواتب على الأقل في مواسم معينة «يستضيق» فيها المواطن مثل أيام الأعياد ورمضان وكل عام دراسي جديد، بدلاً من تقديم الراتب عن نهاية الشهر. المواطن بحاجة لعصا سحرية تقضي له حوائجه ومتطلباته حتى يعيش مثل الغير في البلاد حياة الرفاهية.
رسالة من القلب إلى جنودنا في كل مكان..
إلى جنودنا البواسل في قوة دفاع البحرين ورجال الأمن، سواء في داخل البحرين أو على الحدود أو خارج البلاد، لكم من شعب البحرين التحية والامتنان على جهودكم العظيمة في حفظ أمن البلاد وأمن الدول المجاورة، فأنتم سبب هذا الأمان والراحة التي ينعم بها المواطن والمقيم بعد الله سبحانه وتعالى، حفظكم الله من كل شر، من عدو تعلمون به وممن لا تعلمونه، وأرجعكم الله دائماً إلى البحرين وإلى أسركم سالمين، نفخر بكم دائماً وندعو المولى أن يحفظكم في كل موقع.