أيام سعيدة مباركة رائعة تستحق أن نتذكر فيها صفحات من تاريخ الأمة الزاهي، ومنها المعركة الحاسمة في تاريخ الأمة، معركة القادسية، المعركة التي جدعت فيها الأنوف الفارسية. فما أحوجنا أن نمر على هذه المعركة في الوقت الذي تتحالف قوى الإرهاب ظناً منها أنها قد ترعب قوى الخير التي انطلقت من أرض الجزيرة العربية لتحرير الشعوب المستضعفة، كما حررها عمر بن الخطاب في القادسية، وذلك بعد أن بدأ الفرس في إثارة الاضطرابات بين من دخل في ذمة المسلمين وبعد أن استجاب لهم السواد في العراق والمناطق المفتوحة، فنقضوا عهدهم مع المسلمين بعد أن وصلت لمسامعهم أخبار قدوم جيش جرار بقيادة رستم للقضاء على المسلمين، وعندها خرج المثنى بن حارث الذي حقق انتصارات باهرة على الفرس في الأنبار وبغداد، ثم نزل على حدود العراق وأرسل للفاروق عمر يخبره بحقيقة الأمر، فقال عمر مقولته الشهيرة «والله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب»، إنها ذات الأمة التي أخذت اليوم زمام أمورها لتقف على شرفة التاريخ تستلهم من بطولاته التي أشبعت الفرس والروم هزائم مازالوا يعكفون على تحليل أسبابها.
ربما نسي الأعداء أن هذه الأمة لا تتوقف عن ولادة الأبطال، الأبطال الذين لم ترف لهم عين عندما أعلنت إيران وأمريكا اتفاقهما النووي، فقرر هؤلاء الأبطال أن يعلنوا النفير العام على محور الشر كي يوقعوا بها هزيمة أقسى من هزيمة القادسية التي جز فيها رأس رستم، إنها المعركة الحاسمة التي كانت الجزيرة العربية بأسرها بانتظار نتيجتها، إنه النصر المؤزر الذي تناقلت بشاراته «الجن»، حيث سمع الناس أشعاراً لا يعلم من قائلها، فقد كانت هذه المعركة مرحلة فاصلة في الصراع بين المسلمين والمجوس، حيث انهارت إمبراطوريتهم، ولايزال القهر إلى اليوم يحرق قلوب أحفادهم، فلا يملكون إلا ذكريات وأطلالاً يظنون أنهم قد يتمكنون من إعادة بنائها يوماً، ولكن هيهات ثم هيهات فقد ختم الله على ملكهم بالزوال الأبدي.
هم ذات المسلمين منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم، وإن ركنوا للراحة أو انشغلوا بالحياة، إلا أن جذوة الإسلام لم تنطفئ لحظة في نفوسهم، إنهم المسلمون الذين يعلم «أوباما» و«خامنئي» إذا ما انطلق النفير فسيقلبون خارطة المنطقة والعالم، وما هذا التسارع في التحالف والاتفاق بين أمريكا وإيران إلا محاولة يائسة لإحباط نهضة الأمة التي وحدت صفوف أبنائها من أقصى الأرض إلى أدناها، وما التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن إلا بداية لجيش مزلزل قوامه يفوق المليار مسلم.
إنها معركة القادسية التي تحتفي بها نفوس المسلمين، عندما بدأ ريحها يهب مرة أخرى من أرض الحرمين الشريفين، إنه الريح الطيب الذي سوف ينعش أمة الإسلام ويدمر محور الشر.
وها هي بعض من أبيات من شعر عمرو بن معد يكرب يصف ما فعل قومه في معركة القادسية:
والقادسيـــــة حيــــــن زاحـــــــم رستــــــم
كنــــا الحمــــاة بهــــن كالأشـــــطان
الضاربـــيـــن بكـــل أبيــــــض مخــــذم
والطاعنيـــــــن مجـــامــــــع الأضغــــــان
وقد وصف الصحابي الجليل جابر بن عبدالله جند المسلمين في المعركة قائلاً «والله الذي لا إله إلا هو، ما اطلعنا على أحد من أهل القادسية أنه يريد الدنيا مع الآخرة».
إنها أيام سعيدة مباركة رائعة بروعة هزيمة الفرس في معركة القادسية.. وعيد فطر بهيج.. وعيد نصر قد شاعت بشائره... فهنيئاً للأمة بنصرها.. ومبارك عليها عيدها.