الإنجاز العالمي التاريخي الذي حققته العداءتان اليافعتان سلوى عيد ودليلة عبدالقادر في بطولة العالم لألعاب القوى للناشئات التي اختتمت مؤخراً في كولومبيا، بالإضافة إلى الإنجازين العالمي والآسيوي اللذين حققهما العداء اليافع علي خميس في الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية في العام الماضي، تعد مؤشرات تفاؤلية بمستقبل عالمي لألعاب القوى البحرينية، وتجعلنا نتطلع بطموحات كبيرة لأولمبياد طوكيو 2020 بشرط أن تستمر خطة الإعداد والتحضير لهؤلاء الأبطال اليافعين بنفس الوتيرة.
فوز العداءة سلوى عيد بذهبية مسابقة 400 متر «عدو» وزميلتها العداءة دليلة عبدالقادر بفضية 1500 متر «جري» في بطولة العالم للناشئات وقبلهما فوز العداء علي خميس بذهبية 400 متر حواجز الآسيوية وفضية بطولة العالم للشباب، يؤكد ما يمتلكه هؤلاء الأبطال من مواهب متميزة تعزز المكانة التي وصلت إليها ألعاب القوى البحرينية ليس على الصعيد الإقليمي فحسب بل على الصعيدين القاري والعالمي، واكتساب هؤلاء الأبطال المزيد من الثقة بالنفس نتيجة المشاركات والمعسكرات الخارجية التي رفعت من درجة طموحاتهم وأزالت من نفوسهم هواجس الخوف من المنافسين العالميين.
التهاني والإشادات الإعلامية وحدها لا تكفي لدعم هؤلاء الأبطال الذين يحتاجون إلى المزيد من الدعم المادي والمعنوي، سواء من الجهات الرسمية أو الجهات الخاصة التي أصبح لزاماً عليها المساهمة في دعم مثل هؤلاء الأبطال الذين أثبتوا كفاءتهم على المستوى العالمي.
لاشك بأن الوصول إلى منصات التتويج العالمية والأولمبية هدف يسعى الجميع في منظومتنا الرياضية إلى بلوغه وأولهم اللجنة الأولمبية البحرينية التي تخطط لتحقيق هذا الهدف منذ أكثر من ثلاثين عاماً واستطاعت أن تحققه في أولمبياد لندن 2012 من خلال العداءة مريم جمال التي أحرزت الميدالية البرونزية في مسابقة 1500 متر «جري» وهي الميدالية الأولمبية الأولى لمملكة البحرين.
لم يتوقف طموح ألعاب القوى عند هذا الحد، بل قرأنا العديد من التصريحات الصادرة من مصادر مسؤولة بالاتحاد البحريني لألعاب القوى مفادها التطلع لتحقيق إنجاز أولمبي أكثر بريقاً من إنجاز لندن، ويبدو أن ما يتحقق من بطولات عبر عدائين يافعين من أمثال علي وسلوى ودليلة يجسد ثقة تلك المصادر، وهذا ما نتمناه جميعاً في مشاركاتنا الأولمبية سواء في ريو دي جانيرو العام القادم أو في أولمبياد طوكيو 2020.
المهم أن نستمر في تنفيذ خطط الإعداد والتحضير وفق ما هو معد لها مسبقاً، وأن نعمل على إزالة كل العوائق التي من شأنها أن تعطل تنفيذ هذه الخطط، ما دمنا قد لمسنا مؤشرات النجاح على أرض الواقع، وتأكدنا من وجود مواهب بحرينية قادرة على تحقيق الهدف المنشود.