سنقول لكم عن مجازر التعليم في البحرين التي اقترفتها تلك اليد التي تسعى لاختطاف مؤسسات الدولة وأولها المؤسسة التعليمية، حتى تقع البحرين في يد إيران ويتحقق حلم جمهورية الولي الفقيه التي رفعت رايتها على الدوار، وأول المجاز مجزرة جامعة البحرين في 13 مارس 2011، حينما حاصرت الميليشيات الوفاقية الإرهابية مباني الجامعة بشتى أنواع الأسلحة التي جلبتها في الشاحنات والباصات وسيارات الإسعاف، واقتحمت بها قاعات التدريس بالتعاون مع الطلبة من داخل الجامعة وأكاديميين وإداريين وبعض الحراس منهم، حيث انتهكت أعراض الطالبات وسفكت دماء الطلبة الذين تصدوا للهجوم دفاعاً عن شرف أخواتهم، فشجت رؤوسهم وهشمت ضلوعهم، وتسجيلات المجزرة موجودة.وها هو مثال لمجزرة أخرى؛ حين فتح المديرون ومساعدوهم والمعلمون أبواب المدارس ودفعوا بالطلاب والتلاميذ، من البنات والأولاد، إلى الشوارع يهتفون بإسقاط النظام يتقدمهم المديرون والمعلمون.إنها مجزرة التعليم حين يحضر للمدارس 6500 معلم ومعلمة للتوقيع صباحاً ثم يخرجون للاعتصام في الدوار، هؤلاء المعلمون الذين درسوا على نفقة الدولة في جامعة البحرين والجامعات المحلية والخارج، وكانوا يوماً ما من خريجي الثانوية الذين أرضعتهم الوفاق الحقد والكراهية تحت شعارات تحرض على كراهية الدولة وفي حفلات سنوية، حيث افتتح نائب جمعية الوفاق «الديهي» إحدى الحفلات في ديسمبر 2013 بكلمة قال فيها: «إن الظالمين يميزون بين المتفوقين ويحرمونهم من البعثات، لأن لدى هؤلاء المسؤولين عقدة في الحقارة، فسروا لي ما هذا السلوك غير أن يكون انحطاطاً ودونية من لدى الآخرين في فهمهم لهذا الوطن، إنه انحطاط، هم هكذا لديهم عقدة ونقص، وإننا نسجن ونقتل في خدمة الوطن».أما في حفل التخرج في يوليو 2014 فكان شعار الحفل «معاً.. نتفوق.. معاً ننتصر»، وفي حفل 2012 كذلك كان الحفل تحت شعار «تفوقي انتصار»، حيث ألقى علي سلمان كلمة قال فيها «العديد منكم يسأل ما هو دوري الوطني في هذه الثورة المباركة؟ وكان الجواب صمودكم على مقاعد الدراسة وتفوقكم.. وأن تؤدي الثورة في القريب العاجل إلى تشكيل حكومة منتخبة»، وقد اختتمت رئيسة دائرة شؤون المرأة بجمعية الوفاق في نفس الحفل كلمتها بقولها «أخيراً يسعدني أن أقدم أكثر من 700 طالب وطالبة هم من خونة البحرين وأبناء خونة، ولكن المستقبل القريب سيشهد من هو الخائن الحقيقي، هم، أم أنتم؟».وفي 2010 كانت كلمة أمين عام جمعية الوفاق فيها من المبشرات للمؤامرة، حيث قال «التمييز في البعثات بشكل خاص وما تمر به البلاد من أوضاع سلبية بشكل عام لن يستمر ولا يجب أن يؤثر على تحصيلكم الدراسي، وإنكم ماضون في هذا الطريق لإزالة التمييز وتنمية وطننا العزيز». إنها مجازر التعليم حين يتم تخريج أفواج في حفلات شعارها التفوق انتصار على الوطن وسلب الحكم، أفواج تدرس كي يكون علمها سلاح تغرسه في قلب البحرين، أفواج تتخرج وقد نفثت في صدورها رغبة الانتقام من دولة ظالمة، إذاً لا تتعجبوا حين يحتل الأطباء منهم المستشفيات، لا تستغربوا عندما ينشد الممرضون والأطباء ويصفقون «انتصرنا والناصر الله» في ردهات طوارئ السلمانية، ولا تستغربوا حين تبث قناة العالم الإيرانية من هذا المستشفى، وحين يتقدم مديرو المدارس ومعلموها صفوف المظاهرات يهتفون بإسقاط النظام، ولا تستنكروا حين يرفع المحامون منهم قضايا على البحرين عند المنظمات الأجنبية والدول الغربية.إنهم أفواج الخريجين الجامعيين سنوياً من جامعة البحرين والجامعات المحلية والعالمية الذين تخرجوا على نفقة الدولة، هذا لا يكفيهم! ولن يكتفوا إلا إذا خصصت كل البعثات لهم، لأن مجرد أن يتم تخصيص بعثة واحدة من ألف بعثة لواحد ليس من فئتهم فوزارة التربية في نظرهم طائفية، والدولة ظالمة لأنها سمحت لمتفوق غيرهم أن يصبح طبيباً أو مهندساً أو صيدلياً أو معلماً، يريدون أن يعيدوا البحرين إلى مجزرة التعليم عندما جزرت مسؤولة البعثات الطائفية بوزارة التربية لمدة 35 سنة الخريجين من أبناء الوطن وألقت بشهاداتهم الثانوية في سلة النفايات، ولكن هيهات أن يتكرر ذلك، فلقد أصبحت الوزارة اليوم في يد أمينة تحرص على تكافؤ الفرص للجميع، ولا تؤمن بالتحيز، وهذا ما لا يحبونه، ولذلك هم اليوم لا يستهدفون وزارة التربية والتعليم، بل يستهدفون الوزير بعينه.هم يريدون وزيراً ضعيفاً يرضخ لابتزازهم ويقدم قوائمهم مرضاة لهم، إنها عملية الابتزاز السنوية التي تمارسها الوفاق كل سنة، حيث تمكنت من خلال هذا الأسلوب أن تستحوذ لسنوات طويلة ليس على البعثات أو التعيينات بوزارة التربية بل على كل فرص العمل في الحكومة والشركات الوطنية والحيوية، كما استحوذت بهذا الأسلوب على المشاريع الإسكانية، إنه أسلوب الابتزاز.إنها ليست مجزرة تعليم بل مجزرة للوطن، وإن لم يحسب حسابها فقد لا يكون هناك وقت لدفع الجولة القادمة من المجزرة.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90