بدأت صورة العالم الجديد تتضح يوماً بعد يوم، الاتفاق الأمريكي الإيراني وما دعمته بعض الدول هو أمر ليس مقلقاً بقدر ما شهده العالم من تحولات تتجلى في ضخامة المؤامرة التي تستدرج العواصم في خلاطة الإرهاب!
في يوم من الأيام وخلال تصفحي للأخبار الدولية التي تستهويني، وخاصة كذب بعض وكالات الأنباء العالمية والإقليمية والمعادية منها، فما هي إلا أنني أشاهد خارطة وكأنما هي التي رسمت لدى الدول العظمى بتوزيع الكعكة على الأقوياء، مقابل أن ترمى الفضلات على الأقل قوة.
ويتضح ذلك من خلال نظرية العالم الجديد، والتي لخصها موقع «ويكيبيديا» وهي وجود نخبة سرية على مستوى العالم تستخدم التلاعب النفسي لتسيطر على الحكومات والصناعة ووسائل الإعلام حول العالم، يستعملون المصارف المركزية كوسيلة لتحقيق أهدافهم. وهم يتحملون مسؤولية الحروب التي حصلت خلال المائتي سنة الماضية، وهم مسؤولون عن الهجومات المزيفة لإشعال النعرات ودفع الشعوب للالتفاف حول أهدافهم، وهم يوصلون حلفاءهم إلى المناصب العليا ليحققوا أهدافهم، ويعتقد المؤمنون بنظريات مؤامرة العالم الجديد أن أهم رجالات النخبة هم نظام الاحتياطي الفدرالي وأعضاء مجلس العلاقات الأجنبية واللجنة الثلاثية ومجموعة «بلدربيرغ».
في خضم ذلك، تأتي هذه النظرية التي أعتبرها ركناً أساسياً في الأحداث الأخيرة هي مجرد مهام وقوانين ومعاهدات تستغفل دول العالم الثالث من أجل أن تستدرجها للإفلاس ولا يكون ملجأ لها غير تلك الدول العظمى، ولا تقف على ذلك بل هيمنت في وسائل الإعلام حتى جعلت مصادر الأخبار حكراً لا يتجزأ من منظومتها، بحيث أصبحت الناطقة الرسمية الأولى لتلك الدول.
حقيقة سيشاهدها العالم بالأيام المقبلة ولا تجد أي طريق لإيقافها، وحيث إن شعوب العالم الثالث يوماً بعد يوم بدؤوا ينزحون نحو الانشغال بقضاياهم المحلية التي خلقتها تلك الدول حتى لا يلتفتوا للمسبب الأول لقضاياهم، فهم يحققون نجاحاً ليس بالسهل، وخير ما ستشاهدونه اليوم هو انشغال نشرات الأخبار عن قضية العرب الأولى، وهي فلسطين، والاندماج في التقارير والتحقيقات الإعلامية لداعش والحرس الثوري الإيراني والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية، والدليل على أنهم مؤسسو تلك التنظيمات الإرهابية الجبانة هو عدم قيامهم بأي مهمة إرهابية في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وغيرها؟!
وللأسف إن تلك الدول لا تكتفي بذلك فهي الآن تستمر في قتل الأبرياء للإطاحة بمن هم يقفون ضد هذا المخطط، بل يتعمدون أن يخلقوا أعداء بين الشعوب حتى يصل يوم من الأيام أن يكونوا هم الحكم والخصم!.
ختاماً، لابد من حلول وقواعد للدخول في هذه اللعبة وإيقافها، فالمال لا يفكك هذه العصابة الدولية، فالتثقيف السياسي لشعوب العالم الثالث أمر مهم جداً في هذا الوقت، بل أصبح حتمياً بأن يقفوا صفاً واحداً ضد من يريد أن يزهق أرواحنا لتنفيذ المهمة الأولى على جدول أعمالهم في كيفية البقاء في المقدمة وتوسيع منظومتهم حتى يستولوا على آخر قطرة من ثرواتنا وعقولنا وتراثنا ويهدموا ثقافتنا، فالمؤامرة حقيقة وليست خيالاً!!